عرف الوضع الصحي بجهة مراكشآسفي خلال الموسم الحالي علاقة غلب عليها التوتر بين هيئات نقابية من جهة، وكل من إدارة المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش والأطباء الجامعيين، وكذا المديرية الجهوية لوزارة الصحة من جهة أخرى. إبراهيم المومن، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية (فدش) بجهة مراكش أسفي، أوضح لهسبريس أن رسالة وجهت إلى الملك محمد السادس تشكو فيها الهيئة ذاتها "وفاة قطاع الصحة"، مستنجدة به لإنقاذه والوقوف على الوضع المزري ومعاناة المواطنين بمستشفيات الجهة. وأكد الكاتب سابق الذكر أن القطاع يعرف ما أسماه "حالة من التسيب"، مقدما نموذج مستشفى ابن زهر بمراكش، "الذي تقاعد مديره السابق ويعاني من نقص حاد في الأطر الطبية مع ترحيل بعضها إلى مؤسسات طبية أخرى، ما ساهم في إغلاق مصالح طبية دقيقة"، حسب تعبيره. وأورد الفاعل النقابي ذاته أن "مستشفيات قلعة السراغنة وتملالت والرحامنة وشيشاوة تعيش وضعا كارثيا بعدما تحولت إلى نقاط عبور في اتجاه مستشفيات مراكش، بسبب غياب رؤية تدبيرية للمسؤول الأول عن القطاع جهويا، وبسبب عدم تعيين مديرين بالمستشفيات الإقليمية". وتابع مومن: "لقد تعمد المدير الجهوي للصحة إلحاق طبيبة متخصصة في الأشعة وأخرى متخصصة في أمراض القلب بالمركز الاستشفائي الجامعي، ما جعل القسمين يصابان بالشلل الذي أدى إلى إغلاق قسم أمراض القلب والشرايين". قطاع الصحة بإقليمقلعة السراغنة هو الآخر يعيش وضعا كارثيا بسبب قلة الموارد البشرية وسوء تدبيرها، ويعاني من نقص في سيارات الإسعاف والأدوية، وغياب للأجهزة البيوطبية، إلى جانب الفراغ الإداري ببعض المصالح، حسب المصدر ذاته. وللتعليق على ما سبق اتصلت هسبريس بخالد الزنجاري، المدير الجهوي للصحة، الذي نفى ما سبق جملة وتفصيلا، مؤكدا أن المناديب يقومون بدور مديرين للمستشفيات، وأن قرارات تعيين مسؤولين جدد تأخرت بسبب تعثر تشكيل الحكومة، مضيفا أن مذكرات التكليف جاهزة. وزاد المسؤول نفسه أن المركز الجامعي محمد السادس بعد انطلاقه ضم أكثر من 1000 موظف وطبيب من المشفى الجراحي بمستشفى ابن طفيل، الذي كان يقوم بمهام الجراحة العامة والعظام والمسالك البولية والجهاز الهضمي ومصلحة الأشعة والتحليلات والإنعاش الجراحي. أما تهمة تنقيل طبيبتين إلى المستشفى الجامعي فقال عنها المتحدث: "لا علاقة لي بذلك..المعنيتان طلبتا من المصالح المركزية الالتحاق بالمركز الجامعي"، مشيرا إلى أن القسمين المشار إليهما كانا يضمان ثلاثة أطر طبية، لكن فجأة استقالت واحدة وأصيبت الأخرى بمرض، وزاد: "هذا ما دفعني إلى مراسلة الوزارة لإرجاع المنتقلتين إلى مستشفى ابن زهر". الفراغ الإداري الذي عاشه مستشفى إقليمقلعة السراغنة أرجعه المدير الجهوي للصحة إلى انتقال المندوب السابق، مشيرا إلى أنه كلف مديرا لتدبير الشأن الصحي تمت تزكيته من المصالح المركزية، وعين أخيرا من طرف وزير الصحة الحسين الوردي.. "أما مستشفى لالة خديجة فلا أحد من الأطباء يريد أن يتقدم لتحمل مسؤوليته"، يورد الزنجاري. وأضاف المدير الجهوي ذاته أن المغرب من بين 57 دولة تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، وأكد أن إدارته عملت على إتمام إصلاح مصلحة المستعجلات وطب الأطفال بمشفى ابن زهر وفتحها، وإصلاح مصلحة الأمراض الصدرية وطب الأسنان وقسم الإنعاش، موردا أن شركاء للمنظومة الصحية قرروا إصلاح المستشفى كله.