منذ التحاقه بالمغرب قبل ما يربو عن ثلاثين سنة، طالبا في شعبة الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، رفقة طلبة من السودان، عاد الرفاق بعد التخرج إلى بلادهم، وبقي هو بالمغرب بعدما استهوته الصحافة وانتزعته من أحبابه وخلانه، ولبث وفيا لمهنة المتاعب التي لم يفضل عنها غيرها من المهن والحرف ولو كانت سياسية أو دبلوماسية. طلحة جبريل؛ صحافي متنقل بين الجرائد والمنابر، تولى رئاسة تحرير خمس صحف مغربية، وقبلها كان مديرا لمكتب الشرق الأوسط بالرباط. غيّر طلحة وبدّل في كل شيء إلا أنه ما غير وما بدل في مهنة المتاعب، ولم يبتغ عنها بديلا، وهذا الوفاء للمهنة بالنسبة إلى الكاتب والإعلامي طلحة جبريل يخفي وراءه شخصية متفردة؛ فهو حاور رؤساء وزعماء وملوكا في العالم العربي، بعض منهم لا تربطهم علاقة ود بالصحيفة ومن يقف وراءها، ومع ذلك انتزع منهم طلحة هذه الحوارات والمقابلات، هل حبا في الصحيفة التي كانت تحظى بمتابعة دولية أم يرجع ذلك لشخصية طلحة؟ هذا أول سؤال! كيف استطاع الوصول إلى بعض القادة، وعلى سبيل المثال الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، بالرغم من أن هذا الرئيس كان يرفض الحوارات مع الإعلام بشكل مطلق؟ وكيف ظفر بمقابلة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي؟ وما الذي كان يجمع العقيد والملك الحسن الثاني؟ وما الذي كان يفرق بينهما؟ هل وصلت العلاقة إلى عداء مطلق؟ وما حاجة العقيد القذافي من تمويل جماعة البوليساريو؟ وكيف استطاع العقيد اختراق إفريقيا حتى غدا يلقب بملك أفريقيا؟ ولماذا رفض طلحة جبريل بعض المناصب السياسية والدبلوماسية التي عرضت عليه وفضل الصحافة والكتابة؟ وماذا أعطته الصحافة؟ ما الذي جناه طلحة من مهنة المتاعب؟ وهناك أسئلة أخرى سيطرحها برنامج نوسطالجيا، الذي يعده مركز هسبريس للدراسات والإعلام، على الإعلامي والصحافي السوداني طلحة جبريل على المباشر في حدود الساعة السادسة من مساء غد الثلاثاء. وتجدر الإشارة إلى أن متابعة حلقة نوسطالجيا مع طلحة جبريل ستكون متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والقناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية على "يوتيوب"، ابتداء من الساعة السادسة يوم الثلاثاء 9 ماي.