أدانت عائلة الطفلة الراحلة "إيديا" التصريحات التي أدلى بها وزير الصحة في تناوله لقضية إيديا "سواء في البرلمان أو في الندوة الصحافية، والتي عبر من خلالها على التمادي في الكذب وممارسة التضليل، خصوصا في سبب وفاة إيديا، عندما أعلن عن إجراء تشريح من لدن طبيب شرعي محلف". ونفت عائلة الطفلة، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، أن يكون هذا الأمر صحيحا باعتباره "يخالف تعليمات النيابة العامة بفاس والتي أمرت بعدم إجراء التشريح بطلب من والد إيديا"، مطالبة السلطة القضائية ب"التحقيق في ما صرح به السيد الوزير في إجراء تشريح طبي وبوجود نتائجه في مكتب وزير الصحة كما صرح به الوزير شخصيا، خلافا لتعليمات النيابة العامة وطلب العائلة". كما أكدت العائلة، في البيان ذاته الذي وقّعه أبوها البيولوجي إدريس فخر الدين، أن وفاة إيديا "عنوان لفشل المنظومة الصحية واستهتار بحياة المواطنين، إذ تطلب إنقاذها التنقل لمسافة 500 كيلومتر من أجل الكشف أو العلاج بدون جدوى، والمسؤولية في ذلك تتجاوز حصرها فقط أو تحميلها للأطر الطبية، وأن معظم هؤلاء يتحلون بالحس الوطني، وإن ينقصه فقط توفير ظروف صحية للاشتغال"، حسب تعبير البيان. وفي الوقت الذي شجب فيه أصحاب البيان ما اعتبروه "سياسة الهروب إلى الأمام، التي بات مسؤولو وزارة الصحة ينهجونها مركزيا وجهويا" فقد قاموا بتوجيه شكر إلى "ساكنة تنغير وأصدقاء العائلة والشعب المغربي كله وكافة المتضامنين مع قضية إيديا، إضافة إلى الصحافة الوطنية والجهوية والمحلية، الورقية والإلكترونية، والسمعية البصرية". وكانت إيديا أصيبت بنزيف دماغي إثر ارتطام رأسها بالأرض، بمسقط رأسها نواحي مدينة تنغير، أوائل أبريل الماضي؛ وهو ما أدى إلى نقلها على عجل إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة ذاتها، ليتم توجيهها إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، حيث جرى إخضاعها للفحص بجهاز "سكانير"، إلا أنها توفيت بعد نقلها إلى مستشفى بفاس.