انتهت الدورة الثانية من مسابقة تحدي القراءة العربي، التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم من الشيخ محمد ابن راشد آل مكتوم، وستكون التصفيات الوطنية وحفل تتويج بطل التحدي على المستوى الوطني خلال الأيام القليلة المقبلة بالرباط. وقد بلغ عدد التلاميذ المشاركين في الدورة الأولى ( 2015- 2016) ثلاثة ملايين ونصف المليون تلميذ في الوطن العربي، وبلغ في الدورة الثانية (2016- 2017) عدد المشاركين ستة ملايين مشارك وهو رقم يبشر بكل خير، وبأن المسابقة تعطي ثمارها الطيبة وأنها ستساهم في تكوين جيل من المتميزين والمبدعين والقادرين على الابتكار، وعلى تحمل المسؤولية في ظل الأوضاع المتغيرة، كما أنها ستحيي الثقافة العربية من تأليف ونشر وقراءة، خاصة وأن هذه الثقافة تعاني في السنوات الأخيرة من الركود، والمؤكد أن مسابقة تحدي القراءة العربي سترفع مؤشر القراءة في الوطن العربي، والذي عرف في السنوات الأخيرة انخفاضا فادحا، فنرجو أن يكون هذا المشروع قدوة وأساس مشاريع مشابهة لأننا في حاجة ماسة لذلك. إن عدد التلاميذ الذين شاركوا في الدورة الثانية كما سبق ورأينا، يؤكد الإقبال الكبير على المشاركة، وبأن الجيل الجديد محط ثقة، ويحتاج فقط لمن يوجهه ويشجعه على فعل الصواب، لأنه أظهر عن استعداداه لحمل المشعل الذي سيضيء طريق المستقبل العربي، والدليل على ذلك تصالح التلاميذ مع الكتاب في انتظار أن يتصالح معه الكبار أيضا، لأنه حسب المتنبي:"خير جليس في الزمان كتاب"، لذلك فإن الكتاب الذي تم إهماله طويلا هو من سيصنع جيلا مسلحا بالعلم والمعرفة، قادرا على التفاعل مع العصر وعلى نشر قيم التسامح والمحبة ونبذ العنف والكراهية والتطرف. ولا بأس من تعريف بسيط لمسابقة أو مشروع تحدي القراءة العربي، إنها مسابقة موجهة لتلاميذ التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي بكل بلدان العالم العربي وبلدان المهجر، وتنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية الشيخ محمد ابن راشد آل مكتوم وبالتنسيق مع وزارات التربية الوطنية بالعالم العربي، ويشارك التلاميذ بقراءة خمسين كتابا في كل دورة، لكن من قرأ أقل من ذلك العدد تظل باب المشاركة مفتوحة في وجهه ليكمل عدد الكتب الناقصة عن الخمسين في الدورة التي بعدها وهكذا دواليك، المهم هو استقطاب التلاميذ للمشاركة ولو بقراءة كتابين، لأن الهدف الأساسي للمسابقة هو غرس حب القراءة وشغف المعرفة لدى الجيل الناشئ ، فمهما كان عدد الكتب التي يقرؤونها فهو أمر إيجابي. إنها مسابقة على الجميع الإسهام في إنجاحها، لأن العالم العربي بدأ الخراب والموت ينتشر في الكثير من بلدانه وجحافل الظلمة بدأت تغشى بعض أركانه، وبما أن العلم نور والنور هو طارد الظلمة، فالقراءة من السبل الموصلة لذلك النور. لقد وصل التحدي أو تحدي القراءة دورته الثانية وأثبتت المسابقة بأنها تسير في المسار الصحيح وأن نتائجها ستكون في صالح الأجيال المقبلة، والمستقبل العربي عامة، إذن لنواصل التحدي وننخرط جميعا في المشروع كبارا وصغارا، ولنأخذ العبرة من الجيل الناشئ الذي أثبت بأنه فعلا قادر على اجتراح المعجزات، وأن المستقبل بيده.