قال عبيد إميجن، الإعلامي الموريتاني المهتم بالشؤون الإفريقية، إن ولاء الصحراويين في مخيمات تندوف لقيادة جبهة البوليساريو الانفصالية "معدوم"؛ لآن الولاء السائد والحقيقي يبقى اجتماعيا وقبليا وليس سياسيا، فيما أورد أن انسداد الآفق داخل المخيمات يدفع شباب الجبهة إلى الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية بالمنطقة. وتابع إميجن، متحدثا في حلقة جديدة من "ضيف هسبريس" التي بثت مباشرة مساء الأربعاء على منصات التواصل الاجتماعي لجريدة هسبريس، "ليس هناك مقياس لمدى الولاء السياسي لشباب البوليساريو في المخيمات، فالولاء القبلي قد يكون عصيا على أي تبعية لأي شخص"، فيما كشف أن قيادة الجبهة الآن تضم صقور الانفصاليين "الذين يوقعونها في بعض الأخطاء". واستصعب الإعلامي الموريتاني إحصاء ساكنة المخيمات، موردا أنها عبارة عن مجتمع يضم ثلاث فئات مستقرة في ثلاثة مواقع، هي إسبانيا وموريتانيا والجزائر، موضحا أن المجتمع الصحراوي في مخيمات تندوف يضم في غالبية مكوناته أسر المقاتلين والشيوخ والصغار، "وهي خمسة مخيمات تمت تسميتها نسبة لمدن في الأقاليم الجنوبية المغربية، إلى جانب مخيم الرابوني في الجزائر الذي يعد منطقة إدارية ويضم الإذاعة والتلفزيون وبعض الأراضي المسيطر عليها في الصحراء". ورصد المتحدث ما وصفه بانسداد الأفق في المنطقة الصحراوية التي تسيطر عليها البوليساريو؛ لأن "هناك تراجعا في المعونات التي كانت توفرها المنظمات الإنسانية لساكنة المخيمات على المستوى الغذائي والصحي والتعليمي، بل هناك شح في ما تملكه الساكنة من قوت يومي"، مشددا على أن هشاشة البعد الإنساني في المخيمات أثرت على الساكنة، خاصة الشباب، "ينضاف إليها المعطى الأمني؛ فبعدما تم تطعيمه على أساس إيديولوجي بأن الحرب ستقوم مع المغرب، لم تقم الحرب ولا الدولة، وبقيت القيادة مستفيدة من الوضع". واعتبر عبيد إميجن أن انسداد هذا الأفق لدى الصحراويين دفع بعضهم إلى التفكير في خلق بديل للجبهة، "إلا آن هذا يبقى غير وارد؛ لأنه جرى إجهاض تلك المبادرات"، فيما دفع بالجزء الآخر إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، ضاربا المثال بانفصالي يدعى عمر الصحراوي "الذي خطط عام 2010، رفقة شباب، لخطف رجال إغاثة إيطاليين وبيعهم لتنظيم القاعدة، وأيضا اختطاف أوروبيين عام 2011 من داخل مخيم الرابوني". وحول خروج الجبهة الانفصالية من منطقة الكركرات إثر قرار أممي، قال المتحدث إن البوليساريو "بعدما كانت تروج داخل المخيمات أنها حققت انتصارا وتعد لحرب ضد المغرب في المنطقة، وجدت نفسها مضطرة لتقديم تبريرات يراها الشباب الصحراوي واهية، خاصة أنها كانت تدفع إلى تدشين حرب كبوابة لتأسيس الدولة المأمولة، فلم تحدث الحرب وملت المخيمات من الانتظار وملت الساكنة من عملية اللجوء داخل الجزائر". وأكد الإعلامي الموريتاني دعم نظام الجزائر لجبهة البوليساريو، وقال: "الحكومة الجزائرية هي أكبر داعم ومساند للجبهة، وأكبر دليل هو استضافتها لتنظيماتها ومخيماتها في تندوف والتسهيلات التي تقدمها الخارجية الجزائرية لقيادة البوليساريو"، مشيرا إلى أن الأخيرة "تعمل في هذه المرحلة بإيعاز من حلفائها من أجل كسب الملف".