استعان المشاركون في المسيرة الاحتجاجية المنظمة من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بخريبكة، ببعض الأواني المنزلية، من ضمنها الصحون والملاعق والقدور، قصد التعبير عمّا اعتبروه "ضربا قويا للقدرة الشرائية للمواطنين، واستهدافا واضحا لجيوب الشغيلة والطبقات العمالية البسيطة، من طرف السياسات الحكومية المتعاقبة"، مشيرين إلى أن "الحكومة الحالية تسير في الاتجاه السابق نفسه، ما يُعطيها صفة الحكومة الجديدة/القديمة". وشارك في المسيرة الاحتجاجية المذكورة عدد من العمّال الفوسفاطيين، خاصة المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية لعمال الوساطة الفوسفاطيين بجهة خريبكة، مستغلين مناسبة الاحتفال بفاتح ماي لتوجيه انتقاداتهم للسياسة المتبعة من طرف المكتب الشريف للفوسفاط، ورافعين شعارات من قبيل "لا لتشريد العمّال"، و"الساكنة فوسفاطية، وعايشة الميزيريّا"، و"الخريبكي احتج احتج، باراكا ما تتفرّج"، و"كيف تعيش يا مسكين، والمعيشة دارت جنحين". وأشار عبد السلام برماكي، عضو المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لهسبريس، إلى أن "أهم رسالة يمكن التأكيد عليها وتوجيهها إلى المسؤولين بالمجمع الشريف للفوسفاط هي دعوتهم إلى ضرورة إعادة النظر في سياسة المناولة التي تُعتبر بمثابة فتنة خطيرة، مع ضرورة محاربة هشاشة العمل التي تنتج القلاقل في المرحلة الراهنة، في وقت يحتاج الجميع، سواء العمال أو المؤسسة الفوسفاطية، إلى الاستقرار الاجتماعي والمصالحة مع المحيط الخريبكي"، وفق تعبيره. أما عبد الرحيم لعبايد، عضو المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وكاتب الاتحاد المحلي بخريبكة، فقال في تصريح لهسبريس: "نأمل أن يُفتح الحوار الذي لم نره من حكومة بنكيران مدّة خمس سنوات، كما نتمنى أن يفي سعد الدين العثماني بوعده بفتح حوار مسؤول مع المركزيات النقابية، وأن نجعل حدّا لكل التراجعات عن المكتسبات والحقوق العمالية، وفتح آفاق جديدة للشغيلة المغربية، تتماشى مع المجهودات التي تقوم بها". من جهته، أوضح محمد أسد، الكاتب العام للاتحاد الجهوي لنقابات خريبكة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أن "فاتح ماي يُعتبر مناسبة لترسيخ مبدأ النضال من أجل انتزاع الحقوق، خاصة تلك التي ما فتئت الحكومات المتتالية تدوسها وتنتزعها من الشعب انتزاعا، إلى درجة لم يعد المتضررون قادرين على الصبر أكثر"، مضيفا في تصريح لهسبريس أن "الطبقة العاملة، والاتحاد باعتباره نقابة وطنية مستقلة، يطالبان بالحفاظ على المكتسبات وإرجاع الحقوق المهضومة". أما الكبير لكراوي، الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بخريبكة، فأشار إلى أن "رسالة المحتجين واضحة على الصعيد الوطني، وتتمثل أساسا في تأكيد ضرورة الالتفات نحو المطالب المشروعة للطبقة العاملة، والحفاظ على المكتسبات التي ناضلَتْ من أجلها طيلة 50 سنة"، مضيفا أن "التصريح الحكومي الذي يعد استشرافا للمستقبل جاء في الآونة الأخيرة فارغا وحاملا لوعود فارغة أيضا". وأضاف الكاتب العام للاتحاد المحلي ل CDT بخريبكة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المسيرة طويلة، وستُواصل الطبقة العمّالية والشغيلة المغربية نضالها ومطالبها المشروعة تحت شعار الوحدة النقابية وتحقيق المكاسب وصون المكتسبات"، خاتما تصريحه بعبارة "نحن معهم والزمن طويل". تجدر الإشارة إلى أن المكتب المحلي للاتحاد المغربي للشغل بالمغرب في خريبكة احتفل بعيد الشغل في مدينة بني ملال، في وقت اختار الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مقاطعة الاحتفالات بفاتح ماي لهذه السنة.