تناولت الصحف الصادرة اليوم الإثنين في منطقة شرق أوربا عددا من القضايا أبرزها الانتخابات الفرنسية والعلاقات الالمانية البولونية المتوترة وبرنامج التسلح الروسي علاوة على قضايا أخرى متنوعة سياسية واقتصادية. ففي بولونيا تناولت الصحف العلاقات الألمانية البولونية وتجاوز مرحلة التوتر فيما بين البلدين ،التي خيمت على واقع الاتحاد الاوروبي ومؤسساته . وقالت صحيفة (فبروست) أن الزيارة التي تقوم بها رئيسة الوزراء البولونية بياتا شيدلو لهانوفر الألمانية ،أمس الاحد واليوم الاثنين ،هي "مؤشر على أن التوتر الذي كان يسود العلاقات بين البلدين قد ولى" ،وفتح البلدان "صفحة جديدة سيكون لها الوقع الإيجابي على سير مؤسسات الاتحاد الأوروبي ،وانكباب هذا الأخير بتوافق على القضايا الحساسة التي تبرز على الساحة الدولية". واعتبرت الصحيفة أن تبدد غيوم الخلاف بين وارسو وبرلين ،الذي بلغ ذروته بخصوص موضوع انتخاب رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك (رئيس وزراء بولونيا الاسبق) وإصرار ألمانيا على تجديد الثقة في هذا الأخير عكس رأي بولونيا ،سيتيح للبلدين "مباشرة قضايا حساسة لا تقبل التأجيل ،والعزف في إطارها على وتر واحد ،خاصة منها المتعلقة بالأمن الإقليمي والعالمي وانسحاب بريطانيا من المنتظم الأوروبي وتدفق الهجرة وإصلاح الاتحاد ". ورأت الصحيفة أن توافق ألمانياوبولونيا سيمكن أيضا مكونات الاتحاد الأوروبي من "ربح زمن إصلاح الاتحاد من الداخل ،ليكون في الموعد المناسب مع التحولات والتطورات التي يعرفها العالم اقتصاديا وأمنيا وسياسيا ". من جهتها ،كتبت صحيفة (غازيتا بولسكا) أن عودة الدفء الى العلاقات الالمانية البولونية التي تدل عليها اللقاءات الهامة التي ستجريها رئيس الوزراء البولونية مع مسؤولين ألمان ،تعد "حدثا مهما ومنعطفا إيجابيا في تاريخ العلاقات بين الجارين وكذلك بخصوص السير العادي لمؤسسات الاتحاد الأوروبي". وأشارت الصحيفة الى أن الخلاف السياسي الذي كان يطغى على العلاقات بين وارسو وبرلين في الآونة الأخيرة "ساهم في تعطيل عمل بعض المؤسسات الأوروبية ،وتأجيل اتخاذ العديد من القرارات الحاسمة ،في وقت تحتاج فيه دول الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى الى مزيد من التفاهم والتضامن والتقارب". وأبرزت الصحيفة أنه ب"طي صفحة الخلاف بين بولونياوألمانيا تكون منظومة الاتحاد الأوروبي قد تجاوزت مرحلة معقدة أبطأت سيرها لشهور ،بينما كانت في حاجة ماسة الى السرعة القصوى للحسم في ملفات سياسية واقتصادية وأمنية لا تقبل التأجيل ". وفي اليونان تناولت الصحف الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم الأحد معتبرة أنها مقياس للشعبوية في أوربا كما أنها انتخابات تشد أنظار العالم. صحيفة (كاثيمينري) ذكرت أن نتيجة هذه الانتخابات ستحدد مستقبل أوربا، بما أن رياح الشعبوية والقومية المفرطة لا يبدو أنها خبت بل إنها تهدد المشروع الاوربي برمته. وأكدت الصحيفة أن أي نتيجة لا تفضي لزعيم فرنسي جديد يدعم المشروع الاوربي ويدافع عن الإصلاحات المطلوبة سوف لن تتيح مجالا للاصطفافات المطلوبة لمواجهة الأحداث المأساوية التي تعرفها أزمنتنا. وقالت الصحيفة إن اليونان كانت أول بلد تعرف الأزمة وأول من يجرب حكم الشعبويين وبالنظر لهذه التجربة لديها اليقين للتطلع أن تمر هذه المرحلة بسرعة بل إنها تتطلع لمرحلة ما بعد الحكومة الشعبوية بصبر. صحيفة (تا نيا) كتبت من جهتها أن الانتخابات الفرنسية غير مسبوقة إذ تأتي في وقت عرفت فيه البلاد اعتداءات إرهابية ونسبة بطالة مرتفعة ومحيط دولي يتميز بالخروج البريطاني من الاتحاد وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية. وتساءلت الصحيفة عما اذا كانت فرنسا ستصبح اليوم الإثنين على تحدي القيم الليبيرالية والسياسية الاوربية كما هي متعارف عليها خصوصا وأن فرنسا بلد مؤسس للاتحاد الأوربي . وفي النمسا كتبت (سالزبورغ ناشريستن) أن المستشار الفيدرالي النمساوي كريستيان كيرن دعا يوم الأحد الى مزيد من الجهود للوساطة في تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وذلك خلال مباحثاته مع المسؤولين الاسرائيليين في تل أبيب ومع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي عياش في رام الله. واضافت الصحيفة ان المستشار النمساوي الذي يواصل زيارته في اسرائيل الى غاية يوم غد الثلاثاء أكد أن بلاده لن تدحر أي جهد لمواجهة التيارات المناهضة للسامية وذلك ردا على الرئيس الاسرائيلي الذي انتقد تصاعد الحركات الفاشية في أوربا. صحيفة (دير ستاندار) خصصت ملفا للانتخابات الرئاسية في فرنسا معتبرة أنها جرت وسط إجراءات أمنية مشدد بعد الاعتداء الارهابي الذي شهدته باريس الخميس الماضي. وأكدت أن نتائج هذه الانتخابات المصيرية بالنسبة لمستقبل الاتحاد الأوربي غير متوقعة. وفي روسيا، أبرزت صحيفة (إزفيستيا) تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الوزارة تستعد لبدء تنفيذ البرنامج الحكومي للتسلح للفترة بين عامي 2018 و 2025 ، مضيفا أن البرنامج يرمي إلى إنشاء البنية التحتية لنشر وحدات القوات ووسائل الردع النووية الأرضية والبحرية والجوية. ونقلت عن شويغو قوله أن هذه البنية التحتية ستتضمن 129 منشأة و6 مطارات للطيران بعيد المدى، مضيفا أنه سيتم أيضا تطوير شبكة الاتصال والتحكم القتالي وتهيئة 33 مطارا للطيران العملياتي والتكتيكي ومراكز لنشر الصواريخ من طراز "اسكندر" و"بال" و"باستيون". وأضاف الوزير الروسي أن برنامج التسلح يتضمن أيضا بناء وتشغيل 1740 منشأة وتمديد 24 ألف كيلومتر من الألياف الضوئية. من جهتها، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن، استلمت يوم السبت طلب استقالة النائب العام العسكري الروسي سيرغي فريدينسكي من منصبه بسبب التقاعد. وأضافت الصحيفة أن اللجنة ستجتمع يوم 26 أبريل الجاري لبحث هذه المسألة واتخاذ القرار المناسب بشأنها. وفي تركيا ذكرت (ديلي صباح) أن أنقرة ستقدم في مايو المقبل للاتحاد الأوربي وثيقة جديدة بشأن رفع تأشيرات شينجين عن المواطنين الأتراك بموجب الاتفاق بين الطرفين وفي حال تم رفضه ذلك ستوقف تركيا العمل باتفاقها مع بروكسيل بشأن وقف تدفقات اللاجئين عبر بحر إيجة. وقالت الصحيفة انه في حال قبول الاوربيين للمقترح التركي الجديد فإن الاتفاق بشأن المهاجرين سيبقى ساري المفعول وسيتعزز بشكل إيجابي مذكرة بأن أنقرةوبروكسيل كانتا قد توصلتا في مارس 2016 لاتفاق تلتزم بموجبه تركيا بوقف تدفقات اللاجئين في مقابل التزام اوربي باعفاء الاتراك من التاشيرات وتقديم مساعدات مالية للاجئين الذين يعيشون فوق التراب التركي غير ان بروكسيل رفضت تطبيق الاعفاء من التاشيرات بحجة ان تركيا لم تغير قوانينها لمكافحة الارهاب لملاءمتها مع القوانين الاوربية. صحيفة (الحرية ديلي نيوز) ذكرت من جانبها أن تركيا جددت التأكيد للولايات المتحدة رغبتها في شن هجوم مشترك على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة بمشاركة الجيش السوري الحر والقوات الديمقراطية السورية . واضافت الصحيفة ان عملية تحرير الرقة ستعرف تأخرا كبيرا في حال استمرار واشنطن في التعامل مع وحدات حماية الشعب الميليشيا الكردية السورية ذات العلاقة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبرها تركيا تنظيما ارهابيا يسعى لبسط نفوذه واحتلال اراضي في شمال سورية. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع التركي قوله ان الساكنة المحلية تفضل التعامل مع داعش على التعامل مع القوات الكردية خشية ان تقتلعها من أراضيها لإقامة الدولة الكردية، محذرا من مخاوف تغيير الوضع الديمغرافي في المنطقة وهو ما قد يخلق مشاكل عدم استقرار على المدى الطويل.