انتقل إلى عفو الله ورحمته بداية شهر أبريل الجاري (ثاني أبريل2017) المسمى قيد حياته الحاج محمد الغربي، أحد رجالات المغرب الكبار بعد سجل حافل من المسؤوليات، خاصة ما يتعلق بالقضايا الدبلوماسية لملف الصحراء. شغل الدكتور محمد الغربي عدة مهام ومناصب سامية بتفان ونكران ذات، منها سكرتيرا بوزارة الخارجية سنة 1958 وعضوا بديوان رئيس الحكومة الراحل عبد الله إبراهيم من سنة 1958 إلى 1961. درس الفقيد بكلية الآداب بالرباط بين 1962 إلى 1965، ولحنكته الدبلوماسية عمل الراحل متصرفا بالديوان الملكي خمس سنوات (65-1970) وعين مكلفا بمهمة بالديوان الملكي لست سنوات من 1970 إلى 1976 ليعينه الراحل الحسن الثاني (1975-1981) سفيرا للمملكة بكل من الأردن والعراق وسلطنة عمان. وخلال الفترة 85-1997 شغل الحاج الغربي مستشارا للوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وبعدا عضوا بجميع القمم العربية والهيئة المدافعة عن القضية الصحراء المغربية أمام محكمة العدل الدولية لاهاي (1975) وفضلا عن مساهمة الفقيد في المجال الدبلوماسي وخدمة قضية المغرب الأولى، فقد خلف الحاج محمد الغربي عدة إنجازات فكرية وسياسية تتعلق بقضية الصحراء وأعد عدة ملفات ووثائق تاريخية تهم القضية، حيث حصل على دكتورة الدولة في تاريخ الفكر السياسي في موضوع: "الحكم المغربي لغرب إفريقيا (ق16 وق 17) بجامعة بوردو سنة 1980. كما أصدر الدكتور محمد الغربي سنة 1961 كتاب "موريتانيا ومشاغل المغرب الإفريقية" وكتاب: "الساقية الحمراء ووادي الذهب (73) و"الحكم المغربي لإفريقيا الغربية" (85) ، الذي طبع بالكويت على نققة الرئيس الراحل صدام حسين. عرف الحاج محمد الغربي، رحمه الله، بدماثة خلقه وإخلاصه الكبير للعرش العلوي وخدمة المغرب على كافة المستويات، حيث منح عدة أوسمة تعترف بجهوده المخلصة، منها: توشيحه من لدن الراحل الحسن الثاني رحمه الله بوسام الدرجة الممتازة ووسام العرش، ومن جمهورية مصر العربية وسام الاستحقاق ومن الأردن وشحه الملك حسبن بالقلادة الكبرى وكذا من الجمهورية العراقية ونوطة الجمهورية باليمن نظرا لنزاهته وتواضعه. ورغم تعرضه لعدة دسائس، إسوة بكل الناجحين في مهامهم، لم يتسخط الفقيد ولم ينتقم لنفسه، بل خرج من كل الدسائس صابرا محتسبا بما تمليه عليه أخلاقه وتربيته المتينة، فضلا عن انفتاحه على العالم الخارجي بفكره وخبرته الدبلوماسية. ولذا آثر الفقيد أن يبقى متواضعا بعيدا عن الأضواء، رحمه الله رحمة واسعة، وألهم الله أسرته الصبر والاحتساب، وما أحوج الأجيال المقبلة أن تتعرف على سير باقي الشرفاء من أبناء المغرب لترسيخ روح المواطنة الحقة.