بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، الذي وافته المنية، يوم الجمعة بالرباط، عن سن يناهز 81 سنة. ومما جاء في هذه البرقية، أن الملك تلقى "بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضوانه، المرحوم الأستاذ المهدي المنجرة، الذي بوفاته فقد المغرب أحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت على يديه". واستحضر الملك "في هذا الظرف العصيب، ما كان يتحلى به الراحل من خصال إنسانية رفيعة، ومن تشبع مكين بالقيم الكونية للحرية والعدالة والإنصاف، حيث كان، رحمه الله، نموذجا للمفكر الملتزم والباحث المستقبلي الجاد، الذي سخر كتاباته للدفاع عن حق شعوب الدول النامية في اكتساب مفاتيح وأسس تحقيق التنمية الشاملة القائمة على تقاسم العلم والمعرفة، مما أكسبه تقدير كل من واكبوا فكره، ونهلوا من علمه ودراساته سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي". وأعرب الملك، بهذه المناسبة المحزنة، لأسرة الراحل المهدي المنجرة، ومن خلالها لكافة أهل الفقيد وذويه ولكل أصدقائه ومحبيه من عالم الفكر، عن أحر التعازي والمواساة الصادقة في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا العلي القدير أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزيه الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه من أعمال جليلة، وأن يسكنه فسيح جناته، ويجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا. يذكر أن المفكر وعالم المستقبليات المهدي المنجرة ، الذي وافته المنية يوم الجمعة بعد مصارعته المرض لسنوات ، ازداد في 1933 بالرباط، وتابع دراسته بالولايات المتحدة والتحق بجامعة كورنيل بنيويورك ما بين 1950 و1954 حيث حصل على شهادة الإجازة في العلوم السياسية، وانتقل إلى مدرسة لندن للاقتصاديات والعلوم السياسية التابعة لجامعة لندن ما بين 1954 و1957 ، حيث حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية، قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس كأول أستاذ محاضر مغربي بكلية الحقوق. وشغل المهدي المنجرة بعد ذلك عدة مناصب علمية دولية منها مستشار أول في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأممالمتحدة خلال الفترة ما بين 1958 و1959 ، وأستاذ محاضر وباحث بمركز الدراسات التابع لجامعة لندن (1970)، وشغل باليونسكو مناصب قيادية عديدة ما بين 1961 و1979، وشغل إلى جانب ذلك منصب منسق لمؤتمر التعاون التقني بين الدول الإفريقية (1979-1980)، وخبير خاص للأمم المتحدة للسنة الدولية للمعاقين (1980-1981)، ومستشار مدير مكتب العلاقات بين الحكومات للمعلوميات بروما (1981-1985)، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة استهلاك المخدرات. وترأس المفكر الراحل الفدرالية العالمية للدراسات المستقبلية (1976-1981) ثم شغل عضوية لجنتها التنفيذية، وترأس الجمعية الدولية للمستقبليات "فوتوريبيل"، وشغل عضوية كل من نادي روما قبل أن يستقيل منه في 1988، والجمعية المغربية للمستقبليات، والمجلس التنفيذي للجمعية العالمية للتنمية (1985-1988)، وأكاديمية المملكة المغربية، والأكاديمية العالمية للفنون والعلوم، والأكاديمية الإفريقية للعلوم، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والآداب، والجمعية العالمية للمستقبل، والاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين، ومنتدى العالم الثالث، ونائب رئيس جمعية الصداقة بين المغرب واليابان. ومن بين الجوائز والأوسمة التي حازها المفكر الراحل جائزة الأدب الفرنسي في جامعة كونيل (1953)، ووسام الاستقلال بالأردن (1960)، ووسام ضابط للفنون والآداب بفرنسا (1976)، والجائزة الفضية الكبرى للأكاديمية المعمارية بباريس (1984)، ووسام الشمس المشرقة باليابان (1986)، وجائزة السلام لسنة 1990 من معهد ألبرت إنشتاين الدولي.