استقبل المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، بمدينة خريبكة، 15 تلميذة من الثانوية التأهيلية ابن الهيثم بالجماعة القروية الكفاف، إثر إصابتهن، عشية اليوم، بإغماء مفاجئ داخل مؤسستهن التعليمية، قبل أن يتم التعجيل بنقلهن إلى قسم المستعجلات، عبر مجموعة من سيارات الإسعاف، من أجل تلقي الإسعافات والخضوع للفحوصات الطبية. وانتقل إلى المستشفى المذكور مجموعة من آباء وأمهات وأولياء التلميذات، من أجل الاطمئنان على صحة بناتهنّ، قادمين من جماعة الكفاف القصية عن مدينة خريبكة بحوالي 20 كيلومترا، في الوقت الذي عبّرت أمّهات، في تصريحات متفرقة للجريدة، عن قلقهن وجهلهن السبب الرئيسي الذي أدّى إلى إغماء التلمذيات. ومن بين الأمهات اللواتي أدلين بتصريح لهسبريس، أشارت فاطمة بلاجي إلى أن ابنتها خرجت رفقة زميلاتها إلى ساحة المؤسسة، ومباشرة بعد شرب الماء من صنابير المرفق التعليمي، أصيبت بإغماء مفاجئ، ما دفع ناظر الثانوية وبعض التلميذات إلى إجراء محاولات لمساعدة التلميذة، من خلال صب الماء على وجهها، دون أن يفلحوا في إعادتها إلى وعيها. وأضافت المتحدثة ذاتها أنها نقلت ابنتها إلى المستوصف القريب من محل سكناها، وخضعت لبعض الفحوصات، تبيّن على إثرها ارتفاع ضغط دمها بعض الشيء، في الوقت الذي تشكو فيه التلميذة بانقباض في الصدر وصعوبة في التنفس، ما تطلب نقلها إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة، رفقة مجموعة من التلميذات المصابات بنفس المشكل. وشدّدت فاطمة، ضمن التصريح ذاته، على أن ابنتها لا تعاني من أي أمراض، ولا تشكو من أي حساسية كيفما كان نوعها، غير أن الإغماءات التي طالت التلميذات داخل المؤسسة التعليمية ربّما مُرتبطة بالماء المتوفر في الصنابير، ما يتطلب التأكد من هذا المعطى، ومدى إمكانية تسرّب موادّ ما عبر المياه الصالحة للشرب". أما ليلى، وهي واحدة من التلميذات المعنيات بالواقعة، فقد أوضحت أنها كانت داخل الحجرة الدراسية، وفجأة بدأت عيناها تدمعان، مع الإحساس بصعوبة في التنفس، وهي الحالة التي انتابت مجموعة من زميلاتها، في الوقت الذي أشارت والدة التلميذة ذاتها إلى أن ما يُقال حول إصابة التلميذات بحساسية تجاه أشجار الزيتون لا أساس له من الصحة، على اعتبار أن ابنتها تعيش في منزل محاط بتلك الأشجار، ولم يسبق أن اشتكت من الحساسية. تلميذة أخرى أشارت لهسبريس، بعض خضوعها للإسعافات وتحسّن حالتها الصحية، أن إحدى التلميذات أصيبت بإغماء مفاجئ وسط المؤسسة التعليمية، قبل أن يُغمى على باقي زميلاتها تباعا، لتجد نفسها في حالة صحية مشابهة للتلميذات، ما تطلب نقلها إلى المستشفى على غرار باقي المصابات بالإغماء"، في الوقت الذي أشارت والدتها إلى أنه "من المؤكّد ارتباط الواقعة بشمّ شيء ما تُجهل طبيعته إلى حدود الساعة". طبيب قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني لخريبكة أشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن الضغط الدموي للتلميذات في وضعية جدّ عادية، وأعراض الحساسية والتسمّم الغذائي والدموي غير موجودة بالمرة، غير أن الطاقم الطبي أجرى بعض الفحوصات والتحليلات الدموية، من أجل التأكّد من الوضع الصحي للتلميذات، قبل أن يتبيّن خلوّهن من أي مشكل صحّي كيفما كان نوعه. أما سليمان جوراني، مدير المستشفى الإقليمي، فقد أوضح أن "عدد التلميذات اللواتي جرى نقلهن إلى قسم المستعجلات بلغ 15 حالة، ولا تتعدّى أعمارهن 14 سنة"، مؤكّدا على أن "الواقعة تطلبت تجنيد طاقم طبي من أطباء متخصصين وممرضين، بحضور المندوب الإقليمي لوزارة الصحة ومدير المستشفى، حيث جرى تقديم الإسعافات والفحوصات والتحليلات الدموية، قبل أن تتّضح سلامة التلميذات من الناحية الصحية، وحالتهن مرتبطة فقط بهستيرية جماعية"، خاتما تصريحه لهسبريس بالتأكيد على أن "المعنيات بالأمر تماثلن للشفاء، وعادت حالتهن الصحية إلى وضعها العادي". وفي اتصال أجرته الجريدة بمصلحة التواصل بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، علمت هسبريس أن الواقعة مرتبطة بإصابة التلميذات بحساسية تجاه أشجار الزيتون، في الوقت الذي برمج المدير الإقليمي للوزارة زيارة إلى المؤسسة التعليمية، من أجل الوقوف على مختلف حيثيات النازلة. وتجدر الإشارة إلى أن الثانوية الإعدادية عقبة بن نافع، الواقعة بجماعة سيدي عيسى، بإقليم الفقيه بن صالح، عرفت يوم الخميس الماضي إغماء 54 تلميذة، جرى نقلهن إلى مستشفى سوق السبت أولاد النمة، قبل أن يتبين إصابتهن بهستيرية جماعية، حسب تصريح مدير المستشفى وبلاغ الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملالخنيفرة.