عقب سنوات من مُعاناة مراكب صيد السردين بالواجهة المتوسطية من تكاثر الدلفين الكبير المدعو محليا ب"النِّيكرو"، سارع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، عزيز أخنوش، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، إلى عقد لقاء بمقر وزارة الفلاحة بالرباط، امتد طيلة ساعات، رفقة مسؤولين جهويين ومحليين ومهنيين بالقطاع، قصد إيجاد حلِّ مناسب للشَّلل الذي باتت تعيش على وقعه الموانئ المتوسطية الخمسة، وعلى رأسها ميناء الحسيمة. يوسف بنجلون، رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية، أكد لجريدة هسبريس الإلكترونية أن تكاثر أسماك الدلفين المسمى "النِّيكرو" بالواجهة المتوسطية ألحق أضرارا كبيرة بعائدات مراكب السردين، وهدد الأساطيل التي اضطرت إلى الهجرة من موانئها الأصلية والالتِحاق بأخرى على مستوى العرائشوطنجة وغيرها. وأوضح المتحدث ذاتها أن "مراكب الصيد، خاصة منها الخاصة بصيد السردين، تقلصت من 80 مركبا على مستوى ميناء الحسيمة إلى 30، لتهاجر 28 منها صوب موانئ أخرى؛ فيما تجمد نشاط صيد السردين بالميناء مع استِمرار مَركبين لا غَير"، مبرزا أن "الدلافين التي يحظر قتلُها أو صيدها وفق الاتفاقيات الدولية الموقعة من طرف المغرب تكاثرت بشكل كبير بالبحر المتوسطي، ما ساهم في اختلال التوازن البحري، ملحقة أضرارا بشباك الصيد، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية والأسرية والاقتصادية الكثيرة التي طفت إلى السطح"، وفق تعبيره. وأبرز رئيس غرفة الصيد المتوسطية أن الاتفاق يقضي بدعم مراكب الصيد عبر تقديم دعم مادي مباشر للمراكب المتضررة، متمثلة في ثمن الشباك بنسبة 100 بالمائة من قيمتِها برسم سنتي 2017 و2018، في انتظار إيجاد حل نهائي، إذ تعكف وزارة الصيد البحري رفقة المعهد الوطني للبحث العلمي على إنجاز دراسات من أجل تخفيف وَطأة الخسائر التي يسببها الدلفين الكبير. من جهته، أفاد منير دراز، رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد البحري بالحسيمة، بأن زهاء 10 مراكب عادت إلى الميناء في غُضون الأيام الثلاثة الماضية، قادمة من موانئ العرائش والمضيق وطنجة والقنيطرة؛ فيما تستعد مراكب صيد أخرى للعودة قريبا، موضحا أن الصيادين لاحظوا تغيير سمك الدلفين لعاداته في السنوات الأخيرة، إذ بات يخترق شباك الصيد من أجل تناول أسماك السردين، ما يسبب أضرارا مادية كبيرة. وأبرز دراز، في حديث جمعه مع هسبريس، أن هذا المشكل دفع عددا من أصحاب مراكب الصيد إلى بيع مراكبهم والتخلص منها، مُثمنا القرار القاضي بتعويض الشباك المتضررة، ومشيرا إلى أن الجهات المعنية ستقوم باستيراد نوع جديد من الشباك من فرنسا وإخضاعه للتجربة، إلى حين توفير بديل دائم؛ كما أبرز أن عملية إصلاح الشبكة ستكون على عاتق صاحب المركب لوحده دون الصيادين، "ما سيساهم في تحسين وضعية البَحَّارة"، وفق تعبيره. جدير بالذكر أن لقاء مطولا جمع وزيري الفلاحة والصيد البحري والداخلية، الجمعة الفائت بالرباط، بوالي الجهة الشرقية ووالي جهة طنجةتطوانالحسيمة، وأطر وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، إلى جانب رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية ورؤساء جمعيات مهنية بقطاع الصيد البحري وغيرهم.