ظهر على شبكة الانترنت في اليو تيوب والفيس بوك ولفترة وجيزة فيديو صادم لشاب، قال المعلقون وواضع الشريط إنه سعودي، يضرب عاملا أجنبيا بالعصا على ظهره واجزاء مختلفة من جسده وسط بكاء العامل وصوت فتاة تذكره بأن الرجل تعبان كي يكف عن ضربه. اثار الفيديو الكثير من الردود من قبل السعوديين على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك. غير أن بعضهم حاول تبرير الامر بأن العامل ربما يكون قد أخطأ خطأ جسيما، مستشهدا بقصة أخرى حول عامل أجنبي ضبط وهو يدخل دورة المياه الخاصة بالنساء في المسجد. وقد قام موقع يوتيوب بحذف الفيلم بعد ساعات من نشره، مع ظهور عبارة تقول إن المادة قد أزيلت لأنها عنيفة. ومن المعروف أن موقع يوتيوب يحذف الأفلام بعد أن يتلقى عدة بلاغات من زوار الموقع تفيد بعدم صلاحية شريط ما للعرض. ويظهر في الفيلم شاب يبدو أن اسمه أحمد، حيث تناديه فتاة لا تظهر في الفيلم بهذا الاسم، وهو يضرب عاملاً آسيوي الشكل، يرتدي بدلة عمل برتقالية. ويستخدم الشاب، كما يبدو، غصن شجرة لضرب العامل، بينما يحاول الأخير الابتعاد دون جدوى. يحاول العامل نطق كلمات بالعربية غير مفهومة، ثم ينفجر بالبكاء والصراخ، بينما يواصل الشاب، الذي يبدو ضاحكاً، ضربه لمدة دقيقة ونصف. ويُسمع في الخلفية صورة شاب آخر، يبدو أنه هو الذي يصور، وهي يطلب ضاحكاً مواصلة الضرب، كما يُسمع صوت فتاة تطلب من "أحمد" الكف عن ضرب الرجل لأنه "تعبان". انعدام الحماية يشكو العمال الأجانب، وتؤيدهم منظمات حقوقية دولية في ذلك، من أن الاهانة ، الشتم، الضرب والانتهاك الجنسي اصبحت جزءاً من حياة الكثير منهم في المملكة العربية السعودية وبعض بلدان الخليج الاخرى. ويشكو هؤلاء أيضاً من انعدام الحماية القانونية لهذه الفئة ومن نظام الكفالة المعمول به والذي يضعهم تحت رحمة الكفيل الذي يمسك بجواز السفر والاوراق الثبوتية الاخرى الخاصة بالعامل الاجنبي طوال فترة اقامته بالمملكة. كما يشكو الكثير من العمال الاجانب بالمملكة السعودية من عدم ايفاء المخدم بحقوقهم المالية وشبح الترحيل الذي يلاحقهم في حالة اصرارهم على المطالبة بهذه الحقوق. أزمة دبلوماسية نشبت قبل فترة وجيزة أزمة دبلوماسية بين أندونيسيا والمملكة العربية السعودية حينما نفذت السعودية حكم الاعدام بالسيف على عاملة أندونيسية قتلت مخدمتها بساطور. عزا البعض الحادثة لسوء المعاملة التي يتلقاها خدم المنازل والعمال الاجانب في القطاعات الاخرى على وجه العموم. سبقت تلك الحادثة حادثة أخرى أحتجزت فيها العاملة الاندونيسية "سومياتي سلام" بمستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة نتيجة الاذى الذي لحق بها من مخدميها. إجراءات حكومية وكان صالح العنزي المتحدث باسم وزارة العمل السعودية قد أشار بحسب صحيفة اليوم السعودية بأن ما حدث فعل فردي لا يجب تعميمه على الجميع وأن بيوت السعودية تحتضن أكثر من 670 ألف عاملة منزلية من جميع الجنسيات يحظين بكافة الحقوق. من ناحية أخرى يشير العنزي الى القرارات الوزارية التي تحظر كافة اشكال المتاجرة بالاشخاص وتحظر الاخلال بالالتزامات التعاقدية والمعاملة غير الانسانية وغير الاخلاقية. ويبين العنزي أن من يخالف القرارات الوزارية يعاقب بمنع استقدام عمالة أجنبية لخمس سنوات للمخالفة الواحدة وأن من يكرر المخالفة أو يجمع بين مخالفتين أو أكثر يحرم من الاستقدام بشكل نهائي مؤكدا أن الحرمان من الاستقدام لا يعفي من المساءلة القانونية. أحلام مزعجة يظل السؤال عن فعالية هذه القرارات الوزارية الخاصة بالعمالة الاجنبية وإمكانية أن تطبق وتراقب لضمان حماية هذه الفئة. في هذه الاثناء ترصد المنظمات الحقوقية تزايد قضايا خلافات العمل والحالات الفردية التي تظهر سوء المعاملة، وبعضه يرقى لدرجة الجريمة كما في هذا الفيديو. كما إن تحريك اجراءات الملاحقة القانونية أمر يكلف الكثير لفئة ضعيفة لا تملك الوعي أو الشبكة الاجتماعية ولا المقدرات المالية بحكم الاجور الضعيفة التي يتقاضونها والاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشون فيها. وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير لها عن السعودية بعنوان "أحلام مزعجة": "إن العمال الاجانب يواجهون صنوف التعذيب واساليب انتزاع الاعترافات القسرية والمحاكمات الجائرة عندما يتهمون بارتكاب الجرائم". *بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية يُمكنكم زيارة إذاعة هولندا العالميةعلى الرابط التالي: http://www.rnw.nl/arabic