اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة ببلدان أوروبا الغربية بمجموعة من المواضيع من أبرزها الهجوم الكيمواي على إدلب والرئاسيات الفرنسية المقبلة، والعلاقات الاجلوأوروبية، وعملية نزع أسلحة (إيتا). ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لإعلان منظمة "إيتا" الباسكية الانفصالية تسليم أسلحتها، وعزمها الكشف غدا السبت عن ترسانتها المخبأة بجنوب فرنسا. وأوردت صحيفة (الموندو) أن "إيتا" طلبت من السلطات الفرنسية عدم ملاحقة النشطاء المكلفين بهذه العملية، الذين أعلنوا أنفسهن "صناع سلام"، مشيرة إلى أن باريس رفضت إبرام أي اتفاق مع أي منظمة تعتبر إرهابية وأكدت أنها ستتحرك ضد كل الذين لا يحترمون القوانين. من جهتها، ذكرت (أ بي سي) أن الشرطة الاسبانية تشكك في قدرة "إيتا" على تنظيم عملية تسليم سلاحها بإمكاناتها، مشيرة إلى أن جمعية ضحايا الإرهاب نددت ب"التنازل الاجتماعي والسياسي" لمؤسسات ومنظمات بلاد الباسك ونافارا لصالح هذه المجموعة الارهابية. وفي سياق متصل قالت (لا راثون) إن رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، اتفق مع أبرز أحزاب المعارضة، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، ومع الحزب الوطني الباسكي، الذي يتولى السلطة بهذه الجهة، على توحيد ردهم على مناورات "إيتا" ومنعها من التواجد على الاجندة السياسية. وفي موضوع آخر، كتبت (الباييس) أنه أمام ضغط العدالة لم تعد الشركات الكاتالونية ترغب في التعاون مع الحكومة الانفصالية لهذه الجهة فيما يتعلق بخططها لإعداد الانفصال، وهو ما يعقد "مسلسل الانفصال" عن إسبانيا الذي تقوده حكومة كارليس بودجيمونت. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف على الخصوص بتعزيز مراقبة الهوية في النقط الحدودية لفضاء شينغن ابتداء من اليوم، والحرب الكيماوية على محافظة إدلب في سوريا. فتحت عنوان " فضاء شينغن يعزز المراقبة على حدوده "، كتبت (لوسوار) أنه سيتم التأكد من هوية الأشخاص على الحدود في فضاء شينغن ، مشيرة إلى أن " الانعكاسات بالنسبة للمسافرين لازالت لم تتضح بعد ". وأضافت أن محطات القطار والمطارات يجب أن تكون أماكن آمنة، لكن يجب أن تظل قبل كل شيء نقطا للذهاب والإياب تجسد حرية التنقل. أما (لاديرنيير أور)، فواصلت اهتمامها بجريمة النظام السوري المتعلقة بهجوم إدلب، معتبرة أن دمشق تسخر من العالم عندما تؤكد أنها بريئة من استخدام الأسلحة الكيماوية لكنها قامت بتفجير أسلحة كيماوية عن طريق الخطأ. من جانبها، اهتمت (لاليبر بلجيك) بالفضائح السياسية في بلجيكا مضيفة أن " الاعتذار أصبح سلاحا سياسيا لإخماد النقاش". وفي إيطاليا، خصصت الصحف اليومية الرئيسية صفحاتها الأولى لإعلان واشنطن أنها تدرس خيارات عسكرية ردا على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون الذي خلف عشرات القتلى. وكتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أن الإدارة الأمريكية تدرس خيارات عسكرية محتملة ردا على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على خان شيخون بسوريا الذي خلف عشرات القتلى والذي غير رأي دونالد ترامب حول سوريا، وفق الصحيفة. وقالت الصحيفة إن الرد قد يكون بواسطة صواريخ كروز، التي ستمكن الجيش الامريكي من تحقيق أهدافه دون اللجوء الى الطائرات مما يجنب مخاطر المواجهة مع الطائرات الروسية التي تدعم نظام بشار الأسد. أما صحيفة (المساجيرو)، فنقلت موقف رئيس الدبلوماسية الأمريكية ريكس تيلرسون الذي أعلن أن واشنطن "تدرس الرد المناسب" على غارة يوم الثلاثاء على بلدة خان شيخون، الغارة التي نفذها الجيش السوري والتي أدت الى مقتل 86 شخصا على الاقل، بينهم 30 طفلا. وفي الواقع، تقول الصحيفة، تم ضرب القاعدة الجوية السورية في ليلة الخميس إلى الجمعة بصواريخ كروز الامريكية مضيفة أن هذه القاعدة كانت نقطة انطلاق الطائرات التي نفذت الهجوم الكيماوي على خان شيخون. وفي سويسرا خصصت الصحف حيزا مهما للانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا. وكتبت (لا تريبون دو جنيف)، تحت عنوان "خمس سنوات تمضي من أجل أخرى جديدة"، أنه منذ سنة لم تقع أشياء جديدة وفريدة في المشهد السياسي الفرنسي الذي يعيش الجمود منذ ثلاثين سنة، مشيرة إلى تردد الناخبين "لدرجة تناسي الحديث عن الاهتمام الذي تثيره النقاشات"، وتزايد المواجهات السياسية خلال التمهيديات في اليمين كما في اليسار. أما صحيفة (24 أور) فتطرقت لقضية "الأموال السرية للجبهة الوطنية ومحيط" رئيستها، مارين لوبين، التي لا زالت، وقبل أسبوعين من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، الأوفر حظا في استطلاعات الرأي، مشيرة، نقلا عن كتاب-تحقيق صدر مؤخرا حول الجبهة الوطنية، إلى أن الأمر يتعلق بحزب يميني متطرف وعشيرة تحيط بآل لوبين. فيما تساءلت (لوتان) حول فرص إيمانويل ماكرون معتبرة أن المناظرة المتلفزة لمساء الثلاثاء بين المرشحين الأحد عشر أكدت فرضية المواجهة بين هذا الأخير وماري لوبين في الدور الثاني، مشيرة إلى أن هذه المناظرة التلفزيونية بين ستة مرشحين "صغار" وخمسة "كبار" كانت مخاطرة بالنسبة للأوفر حظا، مع الإشارة إلى أن تسلسل نوايا التصويت لم يتغير. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بمستقبل العلاقات الأنجلو أوروبية، والغارات الأمريكية على قاعدة جوية في سورية. وعادت (الغارديان) للاجتماع الذي عقد أمس الخميس بلندن بين رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، بعد أسبوع من اطلاق إجراءات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن المحادثات بين الجانبين تركزت أساسا حول قضية جبل طارق. وبحسب (الاندبندنت) فإن رئيسة الوزراء البريطانية ورئيس المجلس الأوروبي اتفقا على البقاء على اتصال دائم طيلة مسلسل البريكست، وذلك للحد من التوترات التي قد تنشأ عند مناقشة قضايا مثل جبل طارق، مبرزة أن هذا اللقاء جاء عشية تصويت البرلمان الأوروبي على قرار حدد عدة "خطوط حمراء" لمناقشة البريكست. أما (الديلي تلغراف) فتطرقت للدعم الذي قدمته بريطانيا للضربة الأمريكية لقاعدة جوية في سورية شنت منها هجمات بأسلحة كيماوية ضد قرية خان شيخون، ونقلت عن المتحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية أن "لندن تؤيد بشكل كامل العمل العسكري الأمريكي، الذي هو الرد المناسب على هجوم النظام السوري الهمجي بأسلحة كيماوية، والحيلولة دون هجمات جديدة". وفي البرتغال، اهتمت الصحف، بدورها، بالهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري ضد مدينة إدلب، وكتبت (البوبليكو)، تحت عنوان "الأسد أكثر عزلة من أي وقت مضى بعد الهجوم الكيماوي"، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي تأثر بصور أطفال يموتون عقب هذا الهجوم الكيماوي، استعاد الخط الأحمر لسلفه باراك أوباما بعد أن كان قد انتقده في ما مضى. وتابعت أن ذلك يمثل تحولا جذريا في تقييم ترامب لسياسات وسلوك بشار الأسد، مؤكدا أن إدارته لن تتسامح مع الرئيس السوري باسم الحرب على المنظمات الإرهاب والجهادية بما في ذلك "داعش"، مشيرة إلى أن الحلفاء الغربيين أشادوا بالموقف الأمريكي، الذي قد يضع ترامب في تصادم مفتوح مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حليف دمشق. من جهتها أوردت (جورنال دي نوتيسياس) أن الولاياتالمتحدةوفرنسا والمملكة المتحدة طالبوا مجلس الأمن الدولي بالتصويت على مشروع قرار للتحقيق في الهجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية، مضيفة أنه وفقا لمصادر دبلوماسية فإن موقف روسيا بشأن هذا التحقيق لا زال غير واضح، بعد يومين من المفاوضات التي أفضت إلى نسخة منقحة قليلا لمشروع القرار حول هذا الهجوم الذي خلف مقتل 86 شخصا على الاقل، بينهم 27 طفلا، ونحو 546 جريح. وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على الهجوم الكيماوي بسوريا، مركزة اهتمامها بشكل خاص على رد فعل الادارة الامريكية ازاء هذا الهجوم. وكتبت صحيفة (لوموند) انه بعد الادانة والتهديدات اضحت لهجة ادارة ترامب تجاه الكريملين اقوى من أي وقت مضى ، مضيفة ان الولاياتالمتحدة تأخذ على موسكو دعمها لدمشق بعد الهجوم الكيماوي لخان شيخون. وقالت الصحيفة ان هذا الهجوم كشف بوضوح بربرية النظام السوري في وقت تلمح فيه بعض العواصم الاروبية ومنها براغ وبودابيست وروما خلال السابيع الاخيرة الى ضرورة التعامل مع دمشق باسم الواقعية . من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان الرئيس الامريكي الذي لا زال غير مبال تجاه نظام بشار الاسد رفع منذ الثلاثاء من لهجته ملاحظة ان تغيرا حصل ايضا تجاه روسيا الحليف الوفي لدمشق. واشارت الصحيفة الى انه قبل اقل من اسبوع من تأكيدها ان رحيل الاسد لم يعد اولوية ،هددت واشنطن بالتدخل ضد دمشق بعد الهجوم الكيماوي على مدينة صغيرة شمال غرب البلاد. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) انه على عكس الهجوم الكيماوي لسنة 2013 لم يعد نظام الاسد يخشى أي تهديد وجودي وهو الذي تلقى تطمينات عبر تصريحات أمريكية.