خلّف تعيين الوزير عبد القادر اعمارة على رأس وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، في تشكيلة الحكومة الجديدة، ردود فعلٍ لدى السائقين المهنيين، الذين كانوا ينتظرون الحسم في عدد من الملفات العالقة مع الوزير السابق عزيز رباح. وبعد أن قضوا شهورا من الأشكال النضالية، بين احتجاجات ووقفات وندوات، في محاولة للتنبيه إلى الاختلالات التي يرون أنها تطبع ملفات عدة، يرى مهنيون أن تعيين وزير جديد سيعود بالمفاوضات والتقدم الذي تحقق إلى حد الآن إلى نقطة الصفر. وفي هذا الصدد، قال رضا الحسناوي، المنسق الجهوي للمرصد الوطني للنقل وحقوق السائق المهني بجهة طنجةتطوانالحسيمة، إن "تعيين وزير جديد بدل عزيز رباح كان مفاجئا لنا في الحقيقة، خصوصا أن هذا الأخير لم يغادر الحكومة وكلف بوزارة أخرى، وهذا يذكرنا بما وقع تماما مع الوزير كريم غلاب في الحكومة قبل السابقة، والمشكلة في هذا أننا لا نجد بالوزارة العمل المؤسساتي، وكل وزير جديد يأتي بطبعته وبصمته الخاصة". وأضاف الحسناوي: "تعوّدنا على أن كل وزير جديد يجبُّ ما تقرّر قبله، وكل ما صدر من تصريحات أو قرارات عن الوزير السابق يتم إلغاؤه أو إعادة صياغته. على سبيل المثال، كريم غلاب كانت لديه التزامات من خلال اتفاقيتي 2009 و2011، وكان مقررا أن تنفذ في متمّ 2011، لكن مع قدوم عزيز رباح تم توقيف اتفاقية 2009 الخاصة بالشباك الاجتماعي في سنة 2012 على أساس إعادة صياغتها". وبخصوص الملفات الحارقة والعاجلة التي تنتظر الوزير الجديد، صرّح الحسناوي بأنها عديدة وتتعلق بالتكوين وإعادة التكوين والأعمال الاجتماعية، وقال: "على رأس هذه الملفات نجد الاختلالات والمشاكل التي تسببت فيها بطاقة السائق المهني، التي تركت عشرات الآلاف من أسر السائقين متضررين بشدة بعد أن توقف هؤلاء عن العمل نظرا للصعوبات والإكراهات التي تواجههم في الحصول على البطاقة المهنية. وإذا تمّ حل هذا الملف العاجل، فيمكن أن نقول إنها بداية موفقة فعلا للوزير عبد القادر اعمارة". واستطرد الحسناوي قائلا: "لا يجب أن ننسى أن هناك حركة احتجاجية قوية منذ 3 أشهر تقريبا في طنجة خصوصا، تم من خلالها الإعلان عن إضراب في قطاعين مهمين جدا، هما نقل العمل ونقل البضائع، لكن تم تأجيله في انتظار تعيين الحكومة، وهو ما يعني أن الوزير الجديد سيجد إضرابا في انتظاره إن لم يحسم هذا الملف العالق". وحول وجود الوزير محمد نجيب بوليف كمكلف بالنقل في الوزارة ذاتها، أوضح الحسناوي أن "هذا الأمر في الحقيقة أراحنا قليلا، فوجود بوليف كمكلف بالنقل، وهو المطلع على قضايانا بعد أن قضى 4 سنوات كوزير منتدب مكلف بالنقل، سيسهل علينا مواصلة مناقشة مشاكلنا وملفاتنا معه دون حاجة إلى العودة إلى نقطة البداية".