أرباح كبيرة سجلتها الشركة الوطنية للاستثمار العام الماضي، إذ تمكنت من تحقيق زيادة بلغت 34 في المائة من الأرباح، بفضل الاندماج بين شركة "لافارج الإسمنت" و"هولسيم المغرب". وأعلنت الشركة الوطنية للاستثمار أرباحها السنوية، التي بلغت 4.42 مليار درهم في عام واحد، لتواصل بذلك نموها بالمقارنة مع الأعوام السابقة؛ إذ سجلت سنة 2015 ما قيمته 3.31 مليار درهم. وإلى جانب ثمار الاندماج بين "لافارج الإسمنت" و"هولسيم المغرب"، تحضر عدد من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أرباح الشركة الوطنية، ولعل أبرزها الأداء الجيد الذي حققته كل من مجموعة "مناجم"، وكذا مجموعة التجاري وفا بنك وغيرهما، بالإضافة إلى النشاط الكبير الذي قامت به الشركة على مستوى القارة الإفريقية؛ وذلك رغم الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تمر منها عدد من الدول. ومنذ إعلان اندماجهما، وضعت وحدة "لافارج هولسيم ماروك" نصب أعينها التوجه بشكل أكبر نحو القارة الإفريقية، وهو ما جعلها تعد حاليا من أبرز الفاعلين في مجال صناعة الإسمنت على الصعيد الإفريقي. وفي وقت أصبحت "لافارج هولسيم" أول منتج في كل من الكاميرون وكوت ديفوار، تطمح إلى أن تكون المنتج الرئيسي خلال عام واحد ب12 دولة إفريقية، خاصة تلك الناطقة باللغة الفرنسية، كما تراهن على المنتدى الإفريقي للتنمية من أجل اكتساب مكانة أكبر في الأسواق الإفريقية. ومع الطفرة التي عرفتها الشركة نهاية سنة 2014، تطمح الشركة الوطنية للاستثمار إلى أن تكون صندوقا مرجعيا للاستثمار على الصعيد الإفريقي، على المدى البعيد، إذ تعمل من جهة على تقوية مكانتها قاريا، وكذا العمل على الاستثمار في مجالات مهنية جديدة لازالت واعدة، كما هو الحال بالنسبة للطاقة. وكان حسن الورياغلي، المدير العام للشركة الوطنية للاستثمار، كشف الخطوط العريضة لإستراتيجية الشركة على المستوى الإفريقي، والتي تهدف من خلالها إلى أن تكون من أبرز الشركات القابضة على المستوى القاري، في وقت تشير الأرقام إلى ارتفاع كبير في الأرباح، بفضل التوجهات الجديدة للشركة. الورياغلي، أكد أن الشركة تعمل من خلال "التجاري وفا بنك" على الامتداد إلى الدول الأونغلوفونية، بعدما أصبحت رائدة على مستوى الدول الفرنكوفونية، وتطمح حاليا إلى التوجه لدول أخرى في القارة الافريقية، خاصة مصر ورواندا، وكذا دول إفريقيا الشرقية. ورغم أن أنشطة "مناجم" على مستوى الذهب لازالت ضعيفة في الوقت الحالي، إلا أنها من خلال فرعها، تطمح إلى تطوير استثماراتها في هذا المجال، إذ حددت هدف الوصول إلى إنتاج يناهز 7.5 أطنان في أفق سنة 2020. كما تتوجه "مناجم" حاليا نحو دول غانا والسنغال وكوت ديفوار.