باتت مدينة المهدية مسجلة، وإلى الأبد، ضمن الخريطة الفلكية الكونية بعد أن جرى إطلاق اسمها رسميا من لدن الاتحاد الفلكي الدولي على كويكب ينتمي إلى الحزام الرئيسي للمجموعة الشمسية، يحلق، تحديدا، في المدار الموجود بين كوكبي المريخ والمشتري. وقد جاءت هذه الخطوة بفضل كسب نادي "فيكا" للفلك، التابع للثانوية العسكرية الملكية الأولى بمدينة القنيطرة، رهان المسابقة المنظمة من لدن الاتحاد الفلكي الدولي، لتسمية هذا الكويكب، حيث جرى يوم الجمعة 17 فبراير المنصرم الإعلان رسميا عن اختيار مقترح النادي المغربي إطلاق اسم "مهدية" على هذا الكويكب الذي اكتشفه العالم الفلكي التشيكي لوبوس كوهوطيك سنة 1973 في ألمانيا ، وبقي منذ هذا التاريخ يُرمز إليه ب EK1973. وتحقق هذا الإنجاز المغربي المشرف، حسب بلاغ صادر عن نادي "فيكا" للفلك توصلت هسبريس بنسخة منه، بعد أقل من عامين من تمكن النادي ذاته، وفي إطار الأنشطة اللاصفية للثانوية العسكرية الملكية الأولى وترسيخا منها لثقافة التميز، من الفوز بالمسابقة الدولية لتسمية المجموعة Upsilon Andromèdae، التي أصبح نجمها يحمل اسم "تيطاوين"، والكواكب الثلاثة التي تدور حوله تحمل أسماء الفلكيين الكبار: الصفار والسمح، من المغرب، والمجريطي، من الأندلس. وأوضح البلاغ ذاته أن تسجيل وتخليد اسم مدينة المهدية في عنان السماء، وعلى الخريطة الفلكية العالمية، يعد تشريفا للمغرب، لا سيما أن نادي "فيكا" يعدّ الممثل الوحيد والأوحد لإفريقيا والشرق الأوسط الذي شارك في مسابقة تسمية هذا الكويكب. وقد أبرزت نعيمة الناية، المؤطرة بنادي "فيكا" للفلك بالثانوية العسكرية الملكية الأولى بالقنيطرة، التي تحدثت لهسبريس عن هذا الإنجاز الجديد، أن إطلاق اسم "مهدية" على كويكب يوجد بحزام المجموعة الشمسية يعد إنجازا علميا غير مسبوق للمغرب على الصعيد الدولي، بالنظر إلى كون هذه المسابقة عرفت مشاركة مكثفة من لدن منظمات وأندية كثيرة تثمل عددا من دول العالم. وأضافت الإطار في إدارة الدفاع الوطني أن تضمين اسم "المهدية" إلى الخريطة الفلكية العالمية من شأنه أن يعطي إشعاعا أكبر لبلدنا على المستوى الدولي، حيث سيذكر اسم المغرب كلما جرى الحديث عن كويكب "مهدية". كما من شأن هذا الإنجاز أن يسهم في التعريف بمدينة المهدية الغنية بمؤهلاتها الإيكولوجية المتمثلة في بحيرة سيدي بوغابة، المنطقة الرطبة الفريدة من نوعها، وكذلك بمؤهلاتها التاريخية التي تتجلى في القصبة الأثرية التي تشهد على العمق التاريخي للمدينة. وتوصل نادي "فيكا" للفلك بالثانوية العسكرية الملكية الأولى بالقنيطرة، إثر هذا التتويج، بلوحة اعتراف وبشهادة إقرار من لدن الاتحاد الدولي للفلك يشهد فيهما بتبني هذه المنظمة الدولية، التي تأسست سنة 1919، "مهدية" اسما رسميا للكويكب الذي يدور بين المشتري والمريخ بالحزام الرئيسي للمجموعة الشمسية.