بتصميم مبتكر يحمل عنوان "المغرب كتاب مفتوح"، قدم المغرب طيلة أربعة أيام بعاصمة الأنوار، باريس، غنى تعبيراته وتنوع أساليبه ومواضيعه، التي تعكس حرية الإبداع ضمن مجتمع تعددي. مغرب مفتوح بعيدا عن الأروقة التقليدية التي اعتاد عليها رواد المعارض، اختار المغرب، ضيف شرف معرض باريس للكتاب، أن يعكس انفتاحه وتعدده الثقافي من خلال هندسة رواقه التي جمعت بين التصميم والابتكار، وأشرف عليها المهندس طارق ولعلو. واعتمد المهندس المغربي، نجل الوزير السابق فتح الله ولعلو، على فكرة عصرية باعتماد صناديق خشبية، تضمن كل واحد منها أوراقا تضمنت مقتطفات من كتب معروضة في المعرض باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية؛ اختار كل زائر قطعة منها وتوجهوا داخل الجناح لجمعها وخياطتها على شكل كتاب خاص، يعكس ميولا ثقافيا لكل فرد. نجاح غير متوقع في السياق ذاته، قال محمد لطفي المريني، الكاتب العام لوزارة الثقافة، إن "مشاركة المغرب، ضيف شرف معرض باريس للكتاب، عرفت نجاحا باهرا لم يكن متوقعا على مستوى الشكل والمضمون، وله آثار إيجابية كبيرة على مستوى إشعاع الثقافة المغربية، وصورة المملكة كدولة حضارية منفتحة ومستعدة لتقبل الآخر والتعايش معه". وعن إقبال القارئ الفرنسي على الكتاب المغربي، يضيف المسؤول ذاته: "الفرنسيون أهل فكر وحضارة، ويقدرون عاليا الأدب المغربي، وحضورهم بشغف من أجل لقاء الكتاب المغاربة يبرز قيمة الثقافة المغربية لديهم". "ومن بين فضاءات الجناح المغربي "حوار" و"كلام"، اللذان صمما على شكل مدرجات خشبية توافد عليها فرنسيون ومغاربة مقيمون في فرنسا لحضور أشغال اللقاءات التي شاركت فيها أسماء هامة في مجالات الرواية والأدب والبحث المغربي"، يسترسل المريني في حديثه إلى الجريدة الإلكترونية. مطبخ مغربي وباعتبار الطبخ المغربي جزءا لا يتجزأ من ثقافة المغرب، الذي يعد ضيف شرف الدورة، يسترسل المتحدث ذاته: "خصص المغرب جناحا مهما من مساحته الإجمالية، حيث قدم الممون رحال مجموعة من الأطعمة المغربية والمشروبات، في مقدمتها الشاي المغربي، و"الكسكس" و"الطاجين"، المشهورة عالميا، إلى جانب موائد فكرية حول الطبخ المغربي، ساهم في تأطيرها الخبير في المطبخ ذاته".