عرض بالعاصمة اليونانية أثينا الفيلم المغربي "المسيرة الخضراء"، لمخرجه يوسف بريطل، وذلك في إطار الدورة ال 18 لأسبوع السينما الفرانكفونية وبمبادرة من سفارة المغرب. وسيكون جمهور أثينا، مرة أخرى، على موعد مع هذا الشريط المغربي الضخم في 29 مارس الجاري، بفضاء المعهد الفرنسي في العاصمة اليونانية، وسيعرض أيضا في مدينة ثيسالونيكي، ثاني كبريات مدن اليونان، في إطار هذا المهرجان. كما سيعرض في إطار المهرجان ذاته فيلم "أفراح صغيرة"، للمخرج محمد الشريف الطريبق، وذلك بتاريخ 29 مارس الجاري بأثينا. ويروي فيلم "المسيرة الخضراء" الملحمة التاريخية للحدث الذي مكن المغرب من استرجاع أراضيه الجنوبية واستكمال وحدته الترابية بأسلوب سينمائي بديع وطابع ملحمي. وبني سيناريو الفيلم على حكايات شخصية صغيرة، رسمت دوائر سردية فرعية، صبت كلها في المجرى العام للحدث الرئيس وهو المسيرة الخضراء. إنها حكايات تقاطعت فيها الكوميديا مع الدراما، فرسمت بورتريهات مختارة بعناية للفئات التي شاركت في صنع الملحمة. نساء، شباب، كهول، شخصيات أجنبية متضامنة، بما في ذلك عناصر كانت تعيش آنذاك حياة الشغب والانحراف، قبل أن تعيش التحول الكبير من داخل أجواء ذلك الحدث الذي بدا كأنه ولادة جديدة لمن شارك فيه، وللمغاربة عموما. ويربط الفيلم حدث المسيرة لعام 1975 بالزمن الحاضر، من خلال رحلة ذهنية لاستعادة المرحلة عبر ذاكرة ذلك الشاب الذي أصبح في خريف العمر (مراد الزاوي). هذه المراوحة بين الماضي والحاضر إشارة الى استمرارية شعلة النخوة الوطنية والتعبئة من أجل صيانة الوحدة الترابية للبلاد حية في نفوس أجيال ما بعد المسيرة الخضراء. والفيلم من تشخيص مراد الزاوي ومحمد خيي ومحمد الشوبي والسعدية أزكون ، ونادية نيازي ورشيد الوالي وإدريس الروخ وغالية بنزاوي. ويتعلق الأمر بالفيلم المطول الثاني في تجربة يوسف بريطل ، بعد فيلم "الشعيبية" (2014) حول مسار حياة الفنانة الشعيبية طلال. ومنذ العام 2000 ومهرجان السينما الفرانكفونية يعتبر موعدا سنويا في العاصمة اليونانية أثينا لتقديم أحدث الأفلام والانتاجات السينمائية الفرانكفونية وأهمها تزامنا مع حلول فصل الربيع وبداية الموسم الثقافي والفني. وخلال دورة هذه السنة تعرض أفلام من كل من فرنسا وبلجيكا وكندا واللوكسمبورغ والتشيك وسويسرا وتونس.