تعيش كرة القدم بالقارة السمراء الفترة الحالية على أصداء تغييرات قد تشهدها في المستقبل القريب، عقب الانتخابات الأخيرة لرئاسة الاتحاد الإفريقي "كاف" التي أسفرت عن الإطاحة بما يوصف ب"مملكة حياتو". حقق الملغاشي أحمد أحمد مفاجأة من العيار الثقيل عند إطاحته بالكاميروني عيسى حياتو من المنظومة الكروية، بعد 30 عامًا من تربّع الأخير على عرشها، ليصبح أحمد أول شخصية من مدغشقر تتولى رئاسة الاتحاد القاري لكرة القدم. أحمد عاد، في مقابلة صحافية جرت بالعاصمة الملغاشية أنتاناناريفو، إلى حيثيات انتخابه، وعلاقته ب"جياني إنفانتينو" رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، إلى جانب رؤيته لمستقبل كرة القدم الإفريقية. الرئيس الجديد قال متحدثًا عن انطباعاته عقب توليه المنصب: "لم أكن أعرف أن هناك الكثير ممن قللوا من حظوظي في الحصول على المنصب، لكن ما حصل هو أن أغلبية رؤساء الاتحاد الإفريقي منحوني إياه". وأضاف أن انتخابه يعتبر "انتصارًا للديمقراطية والتغيير اللذين طالما تطلع إليهما الجميع سواء في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أو في بقية المنظومات الكروية الأخرى". أما عن أسرار إطاحته بعيسى حياتو فلفت الانتباه إلى أن الأمر لم يحتج معجزة، وإنما هو ثمرة أشهر من العمل وكسب التأييد، و"إفريقيا أرادت التغيير عقب عشرات السنين من رئاسة حياتو". وفي معرض حديثه عما إن كان ينوي طرح رؤيته الخاصة لإدارة كرة القدم الإفريقية، لفت أحمد إلى أنه سبق وأن أشار إلى هذا الأمر في برنامجه. وموضحًا الجزئية الأخيرة، شدد على ضرورة منح الكلمة إلى جميع الفاعلين والمعنيين بكرة القدم، وخصوصًا صانعي الأمجاد السابقين ممن وصلوا بكرة القدم الإفريقية إلى المستوى الذي بلغته اليوم على الصعيد العالمي. وقبل انتخابه أعلن أحمد أنه في حالة فوزه سيجلب خيرة نجوم الكرة الأفريقية الذين اعتزلوا اللعبة للمشاركة فى تسيير أعمال الاتحاد القاري بما يخدم مصالح القارة السمراء. وبشأن العودة إلى الشفافية، التي قال إنها ستكون من أولوياته عقب توليه المنصب الجديد، أكد أحمد أن "الشفافية يمكن أن يترجمها التشاور بين جميع رؤساء اتحادات القارة، حول القضايا الهامة ذات الصلة باللعبة، على غرار تنظيم نهائيات كأس الأمم، دون أن تقتصر على أعضاء اللجنة التنفيذية". وحول مطالبة سلفه عيسى حياتو ب 10 مقاعد لإفريقيا في نهائيات كأس العالم 2026 التي سيشارك فيها 48 منتخبًا، وغيرها من المواضيع الهامة المتعلقة بكرة القدم الإفريقية، تحفظ المسؤول عن الإجابة، معتبرًا أن هذا الملف يتسم بأهمية محورية. غير أنه شدد، في المقابل، على "ضرورة إفساح المجال للنقاش قبل اتخاذ أي قرار، والاستماع إلى حجج الآخرين وبراهينهم، وطلب آراء الجميع". وأضاف أن "هذا النوع من القرارات يتطلب مشاورات واسعة مع الرؤساء واللاعبين وأعضاء اللجنة التنفيذية للكاف، لذلك فإنه لا يسعني اتخاذ قرارات أحادية بخصوص ملفات حارقة". أما بشأن علاقته بإنفانتينو، قال أحمد إن الروابط الجيدة بينهما "ليست وليدة الأمس". وأضاف أن "السويسري إنفانتينو كان الوحيد الذي زارنا، خلال انتخابات رئاسة الفيفا، لطرح برنامجه، وتلك الزيارة تعني بالنسبة لي احترامًا كبيرًا من جانبه وامتنانًا للبلد واتحاده". وحظى أحمد أحمد بدعم إنفانتينو والأمينة العامة السنغالية ل"فيفا" فاطمة سامورا، وفيليب تشيانجوا "صانع الملوك" رئيس الاتحاد الزيمبابوي وأحد أهم الشخصيات في بلاده، النائب السابق عن الحزب الحاكم وممثل ونجم مجتمع مرموق. *وكالة انباء الأناضول