قال محللون متخصصون في الأسواق المعدنية الدولية إن منافسة مشتقات الفوسفاط الصيني والسعودية أثرت على النتائج المالية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وأكد المحللون أنه بالرغم الظرفية الصعبة في الأسواق الدولية فإن المجمع الشريف للفوسفاط تمكن، خلال السنة الماضية، من تحقيق مردودية تعد من بين الأعلى داخل قطاع صناعة الفوسفاط؛ فقد استطاع الحفاظ على هامش ربحه الخام في حدود 30 في المائة، مستفيدا من تراجع أسعار المواد الأولية ومختلف مدخلات الإنتاج، بفضل فتح مجموعة من الأسواق في إفريقيا. ورفعت مجموعة OCP، التي يرأسها مصطفى التراب، حجم مبيعاتها من الأسمدة الفوسفاطية خلال السنة الماضية، بالرغم من تأثر الاستهلاك الفلاحي العالمي بتراجع الأسعار وتداعيات الظرفية الصعبة. المحللون الماليون ربطوا هذا النمو بتنوع المنتجات، حيث ارتفعت صادرات المجمع الشريف نحو إفريقيا بنسبة 70 في المائة ليصل حجمها إلى 1,7 ملايين طن مقارنة مع 1 مليون طن سنة قبل ذلك. كما استفادت المجموعة من انتعاش في الطلب على الأسمدة، خاصة ذلك المعبر عنه من منطقة أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وإفريقيا. بالمقابل، استفادت المجموعة في تحقيق نتائجها الإيجابية، من ارتفاع مبيعات المنتوجات الجديدة، التي مثلت 25 في المائة من الصادرات الإجمالية للمجموعة سنة 2016؛ وهو ما يعادل نموا نسبته 45 في المائة مقارنة مع سنة 2015. ويعزى ذلك إلى المجهود الكبير المبادر إليه من قبل المجموعة من أجل تطوير مجموعة المنتجات المتخصصة، خاصة تلك الموجهة نحو إفريقيا. وفي هذا الصدد، استحوذت المجموعة، خلال السنة الماضية، على حصص سوقية مهمة بمختلف الأسواق، خاصة إفريقيا التي ناهزت نسبتها 65 في المائة وأمريكا الشمالية بحصة 46 في المائة. وكشفت البيانات المالية للمجموعة أن النتائج التي حققتها OCP سنة 2016 تتجاوز تلك المحققة من قبل منافسيها في السوق العالمية للفوسفاط. ويعزى ذلك بالأساس إلى المرونة التجارية والحضور القوي على الصعيد الدولي، حيث استفاد رقم معاملات المجموعة من الإستراتيجية المعتمدة لتنويع الأسواق. من جانب آخر، حافظت المجموعة على هامش أرباحها في مستويات عالية، بسبب التأثير الإيجابي لكلفة المنتوجات الأولية، واستقر رقم معاملاتها سنة 2016 في حدود 42,47 مليار درهم؛ وذلك على الرغم من تزايد العرض العالمي من المنتوجات الفوسفاطية، المرتبط أساسا بنمو الصادرات الصينية، واستهلاك المخزونات المشكلة سنة 2015. وتمكنت المجموعة، خلال السنة الماضية، من بلوغ مستويات عالية من المردودية؛ وهو ما يعكس أداءها القوي داخل صناعة تميزت بالتراجع الكبير لهوامش الفاعلين الرئيسيين داخلها. ويرجع ذلك إلى نجاعة سياسة خفض التكاليف، والتحسينات التي جرى إدخالها على مختلف مراحل الإنتاج، زيادة على السياسة المعتمدة في مجال التزود بالمواد الأولية.