احتفلت الطوائف المسيحية، اليوم الأربعاء، باستكمال ترميم ما يعتقده المسيحيون قبر النبي عيسى عليه السلام، في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية، وفق ما ذكرته وكالة مراسل وكالة الأناضول التركية. وشارك في استكمال ترميم "القبر المقدس" بطاركة ومطارنة الكنائس المسيحية الكبرى، إلى جانب ممثلين عن الرئاسة الفلسطينية والحكومة الأردنية، كما وصل المئات من المسيحيين والحجاج الأجانب إلى الكنيسة لمتابعة الحفل الذي كلّل أعمال ترميم دقيقة استمرت نحو 10 أشهر. وبهذه المناسبة أقيمت طقوس دينية مسيحية في داخل الكنيسة، إذا ألقى بييرباتيستا بيتسابَلّا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس، كلمة هنأ فيها المسيحيين باستكمال عملية الترميم، مردفا بالقول: "لم يعتقد أحد أنه يمكن أن نصل إلى هذه النقطة، فكان السؤال دائما: متى يتم الترميم؟، وكان الجواب لن نرى ذلك اليوم". وأضاف، في الكلمة التي بثتها مواقع الكنائس المسيحية في القدس، أنه "بعد اتفاق الكنائس وبفضل التبرعات السخية، ها نحن نحتفل اليوم بهذا الترميم". ووصف بيتسابَلّا ما جرى من أعمال ترميم بأنه "إنجاز مهم"، وقال:" نحن في بداية العمل، وأملي أن نواصل أعمال الترميم هذه لكل أجزاء الكنيسة". وتحدث ممثلون للكنائس بلغات متعددة، فيما تم قراءة برقيات من كنائس مختلفة في العالم عبرت عن السعادة بمناسبة استكمال ترميم "القبر المقدس" في "كنيسة القيامة"، التي تعتبر تعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية في العالم المسيحي، إذ تحتوي وفق معتقدات المسيحيين على المكان الذي دفن فيه نبي الله عيسى عليه السلام. وتقع الكنيسة التي يؤمها سنوياً مئات الآلاف من المسيحيين في جميع أنحاء العالم، داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبُنيت فوق الجلجلة أو الجلجثة، وهي مكان الصخرة التي يعتقد المسيحيون بأن النبي عيسى عليه السلام قد صُلب عليها. وبدأت عملية ترميم "القبر المقدس" قبل سنة بعد توقيع الكنائس المسيحية في القدس على اتفاق الترميم في 22 مارس 2016، على أمل استكماله قبل عيد الفصح المسيحي الذي تبدأ الاحتفالات به في 16 أبريل المقبل. وأشرف الصندوق العالمي للآثار على عملية الترميم الذي ساهمت فيه ماليا الكنائس المسيحية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد بلغت تكلفة عملية الترميم الحالية أكثر من 4 ملايين دولار أمريكي.