قالت جريدة (الأخبار) اللبنانية، اليوم الإثنين، إن الممثل الفرنسي من أصل تونسي سامي بوعجيلة برع في تقمص دور البستاني المغربي عمر الرداد في فيلم (عمر قتلني)، فقدم شخصية رجل معزول وعاجز، تائه النظرات، في مواجهة آلة قضائية تعمل على سحقه. وذكرت الجريدة، في مقال للناقد المغربي محمد الخضيري، بأن الفيلم، الذي أخرجه رشدي زام، يستعيد قصة عمر الرداد الذي اتهم بقتل مشغلته، وهي عجوز فرنسية ثرية تدعى غيلان مارشال في بلدة موجان، وقضى سبع سنوات في السجن قبل أن يصدر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عفوا خاصا عنه. وذكر كاتب المقال بأن عبارة "عمر قتلني" التي كتبت في موقع الجريمة، عدها المدعي العام دليلا قاطعا على تورط الرداد في مقتل مشغلته. وتحولت إلى إحدى أشهر العبارات التي ترددت في فرنسا خلال العقدين الأخيرين. ويقول إن البستاني المغربي ينفي أن يكون هو القاتل، ويصر على إظهار براءته. أما فيلم رشدي زام، الذي اعتمد على كتاب جان ماري روار "عمر الرداد: اختلاق متهم" (1994) وسيرة الرداد التي كتبها، فحاول الانتصار لطرحه دون أن يقولها صراحة ومباشرة. وأشار إلى أن الفيلم حقق حتى الآن إقبالا جماهيريا واسعا. ففي أقل من أسبوع من عرضه، بيعت 172 ألف تذكرة في 247 صالة سينمائية فرنسية. واعتبر أن من ملامح قوته أداء سامي بوعجيلة لدور الرداد. إذ أن "الشبه بين الشخصين كبير جدا ما قد يربك مشاهد الفيلم" فبوعجيلة تقمص حالة "الهشاشة" التي ارتبطت بصورة الرداد طوال المحاكمة والصور التي كانت تظهر له: شاب أسمر نحيف، بعيون مرتبكة، وملامح دقيقة، يجهل اللغة الفرنسية تماما. ورأى أنه "لهذا ربما اختار رشدي زام ذو الأصول المغربية، أن يبني فيلمه على اللقطات المقربة" موضحا أن "الصورة ركزت على تعابير وجه سامي بوعجيلة المتوترة والحزينة، لكن البعيدة عن الغرق في البؤس والشفقة، والتمادي في دور الضحية".