تسلم وزير الخارجية الألماني السابق، فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الأحد، رئاسة البلاد، من الرئيس المنتهية ولايته يواكيم غاوك. ودخل شتاينماير، قصر بلفيو الرئاسي في العاصمة برلين، ظهر اليوم، وسط ترحيب من غاوك الذي انتهت ولايته رسميا أمس، حسب صحيفة دير شبيغل. وبعدها، عقد الرجلان لقاء جرى خلاله مراسم رمزية لتسليم المنصب، حسب الموقع الرسمي للرئاسة الألمانية على الانترنت. ومن المقرر أن يتم تنصيب شتاينماير في اجتماع مشترك ل"البوندستاج" (البرلمان)، والبوندسرات (مجلس الولايات)، ظهر الأربعاء المقبل، في مقر البرلمان ببرلين، حسب موقع "البوندستاج" الإلكتروني. وخلال اجتماع الأربعاء، سيؤدي شتاينماير القسم المنصوص عليه في القانون الألماني لتولي الرئاسة، ثم يلقي خطابا أمام أعضاء البوندستاج والبوندسرات. وفي 12 فبراير الماضي، انتخب المجمع الاتحادي، شتاينماير (61 عاما) رئيسا للبلد الأوروبي الكبير، بعد حصوله على تأييد 931 من أصل 1253 حضروا جلسة التصويت في المجمع المؤلف من أعضاء "البوندستاج" و"البوندسرات"، وهو مجلس الولايات (مجلس تشريعي)، ومندوبين من المجتمع المدني. وكان شتاينماير يحتاج فقط إلى 631 صوتا لخلافة غاوك، الذي يشغل المنصب منذ 2012. وبات شتاينماير المنحدر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب البلاد، الرئيس ال12 لألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945). ووصل الرجل لمنصبه الجديد بعد أن حاز على تأييد علني من حزبه، وتحالف يمين الوسط، الذي يضم "الحزب الديمقراطي المسيحي" و"حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، تحت قيادة المستشارة أنجيلا ميركل؛ ما سهل حسمه الاقتراع من الجولة الأولى. ورئاسة ألمانيا منصب فخري، لكنه يملك تأثيرا معنويا ورمزيا في الشارع الألماني، ويُنظر إلى الرئيس بتقدير كبير من الشعب، وفق صحيفة "دي فيلت" اليمينية. وخلال 20 عاما من العمل العام تولى فيها مناصب أبرزها رئاسة كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان، ووزارة الخارجية، رسخ شتاينماير صورته كسياسي برجماتي ودبلوماسي، يحظي باحترام أحزاب البلاد الرئيسية، رغم خسارته منصب المستشار لصالح ميركل في انتخابات 2009. وفي 2010، حينما كان قائدا لكتلة الاشتراكيين الديمقراطيين في "البوندستاج"، حازت الحياة الشخصية لشتاينماير اهتماما كبيرا، حينما أخذ اجازة من العمل العام للتبرع بكليته لزوجته التي كانت تعاني مرضا خطيرا، ما أكسبه مزيدا من التقدير الشعبي والاحترام، حسب صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار.