ليست سياسية ولا مخترعة أو مقاولة، هي شابة مغربية في ربيع العمر، من اللواتي عشن في فاس، من أصول أمازيغية، تحمل كغيرها من النساء آمالا وطموحات لوضع بصمتها في مغرب اليوم.. لطيفة هرموش، التي تعمل موظفة، هي نموذج للمرأة المغربية التي تحرص بصمت وراء الكواليس على رسم صورة مشرقة ومشرفة لها ولبنات جنسها من خلال اقتحامها غمار فن التصوير الفوتوغرافي الذي ظل عصيا على الأيادي الناعمة إلا بالنسبة إلى حالات قليلة. تحمل لطيفة حلم عشق التصوير الفوتوغرافي منذ الصغر، وكلها أمل في نحت اسمها ضمن قائمة الموهوبين في هذا الفن الجميل، مستفيدة من علاقتها بالفنانين التشكيلين الذين أشادوا ببعض الصور التي التقطتها عدستها ولاقت تشجيعا لدخول غمار الصورة الفنية. ويزيد من إصرارها على المضي قدما، في عالم التصوير الفوتوغرافي، كون المجال ظل لمدة طويلة حكرا على الرجال؛ فعملت على صقل موهبتها، عبر التكوين والتكوين الذاتي، وكذا التواصل مع مصورين وفنانين معروفين داخل وخارج المغرب، بالإضافة إلى مراكمتها لمشاركات بمعارض وطينة ودولية تعنى بالفرس العربي، لا سيما عشقها للتبوريدة والعلاقة الوطيدة التي تربطها بالخيول العربية الأصيلة متمتعة في مراقبة تحركاتها. اختيرت صور هرموش في معارض دولية بدولتي الصين والكويت، لتمثل الفوتوغرافية العربية المغربية إلى جانب معارض وطنية نظمتها بشراكة وزاره الثقافة بالمغرب، وكانت مناظر ومآثر فاس التاريخية حاضرة وسط ما عرضته، لما تتيحه لها الصورة من توثيق للحظة الإنسانية والطبيعية؛ "فالصورة، حسب لطيفة، تعكس أحاسيس ومشاعر، أو حدثا طبيعيا، في لمح البصر، تجعل منه الصورة حدثا خالدا عبر الزمن". المتأمل لصور الفنانة هرموش لا يشق عليه أن يلحظ، حتى قبل الإنصات إلى بوح صاحبتها، أنها تحمل في عوالمها حمولات إنسانية واضحة، ليجد نفسه مشدوها بعمق وحساسية إبداعاتها؛ فرب صورة أبلغ من ألف كلمة. تبدع لطيفة في بورتريه كبار السن؛ لأن التجاعيد تحكي عن التاريخ، وتختزل تجارب سنوات من الحياة. كما تهوى هذه الفنانة صور أطفال البوادي، محاولة نقل آلام هذه الشريحة المنسية التي تعاني من قسوة الطبيعة في الأطلس الكبير وباقي ربوع المغرب العميق، من خلال تطرقها لمواضيع متعددة موثقة بالصورة التي تعتبرها رسول سلام ومحبة وإنسانية.