تحتضن مؤسسة البيت العربي بمدينة قرطبة، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، المعرض الفوتوغرافي "لحظة المغرب"، حيث إن المعرض، الذي يستقبل المغرب كأول بلد عربي في صنف الأعمال الأطلسية، يفتح أبوابه امام الزوار في الفترة الممتدة من 15 مارس الجاري وإلى غاية 19 من ماي المقبل. وتندرج مشاركة المجلس في هذا المعرض، في إطار تشجيعه للإبداعات الفنية المعاصرة لمغاربة العالم وتعزيز حضور الثقافة المغربية ومواهب الشباب المنحدر من الهجرة المغربية، في المحافل الفنية الدولية، وضمن مهامه المتعلقة بالتفاعل والتعاون مع بلدان الاستقبال على المستوى الثقافي والإنساني. ويتضمن هذا المعرض الفوتوغرافي أعمال ثلة من المصورين المغاربة الشباب من المغرب، ومن مجموعة من دول الإقامة بمسارات متعددة، ويبرز نظراتهم المتقاطعة حول مجموعة من المواضيع الاجتماعية، التي تعكس دينامية المجتمع المغربي في السنين الأخيرة على كافة الأصعدة. كما يهدف هذا المعرض إلى إبراز التعدد الثقافي المغربي وبناء جسور التواصل الثقافي بين الفنانين المغاربة عبر العالم، وبينهم وبين فنانين من دول أخرى من أجل خلق فضاء للحوار والتبادل والتعبير عن القيم المشتركة بتعابير فنية من زاويات مختلفة. ويشارك في هذا المعرض الفوتوغرافي، تسعة فنانين فوتوغرافيين مغاربة مقيمين بالمغرب وفي الخارج، هم "يورياس ياسين علوي"، ابن مدينة الدارالبيضاء، والذي شارك في العديد من المسابقات الدولية للفوتوغرافيا، ويعرض مجموعة يعبر فيها بطريقته فنية عن عشقه لمدينته وللتمازج الثقافي الذي يحتضنه فضاءها العمراني؛ بالإضافة إلى الفنانين عبد الحميد بلحاميدي وياسمين حاتيمي، وديبوراه بنزاكين اللذين يركزون في أعمالهم الفوتوغرافية المشاركة في هذا المعرض على الدينامية المجتمعية للشباب المغربي والتحول الفكري والثقافي الذي يعيشه هؤلاء الشباب في المدن المغربية، بينما اختار الفنان مهدي مريوش تسليط الضوء على معاناة عمال المناجم والحياة الصعبة التي مروا منها؛ أما الفنان الرباطي عبد الرحمان مرزوق فيحاول إعطاء نظرته الذاتية وشهادته الحية لمناظر طبيعية لتصبح اعمالا فنية. وإلى جانب ذلك، يعرض فنانون شباب مغاربة أخرون من خارج المغرب، أعمالا فنية ضمن هذا المعرض الفوتوغرافي، هم نادية خلوقي، التي ازدادت بفرنسا واكتشفت المغرب عبر صور أسرتها وحملها شغفها بالفوتوغرافية إلى إعادة اكتشاف بلدها الأصلي، واستعادة ذكرياتها الطفولية من وراء آلة التصوير، الأمر نفسه بالنسبة للفنانة المقيمة بباريس إيمان جميل، التي تقدم في مجموعتها أجواء عطل الصيف بالمدن المغربية؛ في حين تتناول أعمال الفنان المغربي المقيم في كندا محمد كيليطو القضايا السياسية والاجتماعية، التي يعرفها المجتمع المغربي خصوصا الهجرة واللجوء والتناقض بين المدينة والبادية من زاوية الفوتوغرافي وأيضا الباحث المتخصص في العلوم السياسية.
وجدير بالذكر أن المعرض الفوتوغرافي "لحظة المغرب" في إطار معرض إسبانيا للفن الفوتوغرافي، وهو أكبر موعد سنوي للفوتوغرافيا في إسبانيا يعرف مشاركة مئات الفنانين من مختلف بقاع العالم، وقد أصبح واحدا من أشهر مهرجانات الفوتوغرافيا في العالم.