كشفت تقارير استخبارية نشرتها دوائر إعلامية إسرائيلية عن عمليات قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلية موساد منذ الخمسينيات في المغرب. "" ويشير تقرير نشره مركز هيرداد الكائن بمدينة هرتزيليا - نسبة إلى الزعيم الصهيوني تيودور هرتزل الذي نادى في القرن التاسع عشر بتأسيس دولة ليهود العالم - إلى أن المخابرات الإسرائيلية قامت بتدريب قرابة أربعين من يهود الجزائر وتونس والمغرب بإسرائيل ليشكلوا فرقا شبه عسكرية سرية كلفت بمهام خاصة في الخمسينيات. ويظهر التقرير أن الموساد كلف شلومو غابيليو للإشراف على هذه المجموعات بعد موافقة رئيس الكيان الإسرائيلي آنذاك ديفيد بن غوريون، وذلك بناء على مبادرة قام بها رجل الأعمال المغربي اليهودي الأصل سالومون أزولاي الذي فر بعد ذلك إلى إسرائيل والذي يصف نفسه عبر كتاباته بأنه من مؤسسي الدولة اليهودية على أرض فلسطين. وقد قام بالتخطيط لهذا المشروع العسكري خلال السنوات الأولى التي تلت إنشاء الدولة العبرية سنة 1948 مدير المخابرات الإسرائيلية آنذاك عيزر هاريل. وقد تم تدريب هذه المجموعات في ثكنات الجيش الإسرائيلي بضواحي تل أبيب لمدة أربعة أشهر خضعت خلالها للتقنيات العسكرية لاسيما العمليات الإرهابية بما فيها المتفجرات والاغتيالات فضلا عن عمليات الخطف والحماية الشخصية كما يضيف التقرير. وبعدها خضعت لمدة 9 أشهر لتكوين إضافي في أحد مراكز الموساد، كما تلقى عناصر هذه الوحدة تكوينا مكثفا في الديانة اليهودية. وتوضح تقارير الموساد أن هذه المجموعات اكتسبت قدرة فائقة على الاختراق والتجسس فضلا عن الدعاية. وحسب مركز هيرداد فإن مهمة هذه المجموعات كانت تتمثل في زرع الرعب وسط يهود المغرب لإجبارهم على المغادرة الى إسرائيل التي كانت بحاجة - كما يذكر المركز إلى مستوطنين - وتكشف نفس التقارير عن تفاصيل المساعدات التي قدمتها إسرائيل إلى المغرب خاصة أثناء ما عرف بحرب الرمال سنة 1963. وتتطرق الوثائق إلى المساعدات الحربية التي قدمتها إسرائيل للمغرب منذ سنة 1958 لاسيما في مجال تدريب الجيش المغربي و تزويده بمعدات عسكرية بما فيها الدبابات. وكان المؤرخ اليهودي يقال بن نون قد كتب بأن إسرائيل منحت ما يقارب 500 ألف دولار للمغرب لضمان عمليات ترحيل يهود «الملا» المغاربة. ويشير أرشيف الموساد إلى أن المغرب طلب من المخابرات الاسرائيلية القيام بعمليات تجسس لصالحه.