لم تكن عملية الفرار الأخيرة التي حاك خُيوطها سبعة من الأحداث المغاربة المسجونين بتهم الحق العام بالسجن المحلي سلا1، مستقين تفاصيلها من أحداث أفلام أمريكية سينمائية، أولى العمليات المنفذة على مستوى سجون مغربية؛ ذلك أن عمليات فرار سابقة سجّلت بالزنازين انتهى بعضها بطريقة درامية. ولعل من أبرز حلالات الفرار التي تم نسج خيوطها على طريقة الأفلام الهوليودية، فرار تسعة عناصر من السلفية الجهادية عام 2008، كانوا متابعين في قضية تفجيرات 16 ماي الإرهابية، معتمدين في ذلك على خطة تم التحضير لها جيدا واستغرقت وقتا طويلا. وعمد السجناء المستقرون في زنزانتين متجاورتين بالسجن المركزي بالقنيطرة، الذين كانوا قريبين من السكن الوظيفي لمدير السجن، إلى حفر نفق بعمق ثلاثة أمتار وبطول 20 مترا، يؤدي إلى حديقة سكن السجن، من خلاله أطلقوا سيقانهم للريح، لتنطلق بعدها عملية تمشيط واسعة شاركت فيها جميع أجهزة الأمن المغربية برا وجوا وبحرا. قبل هذه الحادثة، وتحديدا في دجنبر 2007، شهد السجن نفسه حالة فرار شهيرة للسجين محمد الطيب الوزاني، الملقب ب "النيني"، وهو بارون مخدرات فاحش الثراء، كان يقضي عقوبة سجنية مدتها ثماني سنوات بعد إدانته بتهمة تهريب المخدرات. وقد استطاع الافلات من الملاحقة الأمنية والدخول إلى مدينة سبتة. واستطاع البارون "النيني" أن يتنقل بكل حرية بين المدن الاسبانية لمدة طويلة منتحلا هويات مختلفة، ليتم إيقافه لاحقا من طرف الأمن الاسباني في أبريل 2008، وتسليمه للمغرب في يوليوز من العام ذاته؛ إذ تمت محاكمته بتهمة الفرار من السجن وصدر ضده حكم بالسجن خمس سنوات. العام المنصرم، تمكنت الشرطة المغربية من إحباط مُحاولة فرار شهدها سجن عكاشة للأحداث في الدارالبيضاء، بحسب بيان المندوبية العامة للسجون، أصيب خلالها تسعة من السجناء القاصرين في العملية، بعد ليلة طويلة من الشغب والتمرد من طرف نزلاء مؤسسة "مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع –عكاشة". وقالت مندوبية السجون إن "السجناء عمدوا إلى إحراق بعض الأفرشة من أجل إحداث دخان، والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل؛ وذلك بهدف مهاجمتهم وإنجاح عملية الفرار". وقد اضطرت عناصر الأمن إلى إطلاق الرصاص والاستعانة بتعزيزات أمنية كثيفة، كما شهد محيط السجن المدني بالبيضاء استنفارا أمنيا غير مسبوق للسيطرة على الوضع.