يبدو أن تفاؤل رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، بقرب انفراج أزمة "البلوكاج الحكومي" التي دامت زهاء خمسة أشهر، لا يشغل بال قادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خاصة أن تفاؤله في كثير من المرات لم يترتب عنه تشكيل الحكومة. مصدر من المكتب السياسي لحزب "الوردة" قال، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس، إن رفاق إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، "تعودوا على سماع تفاؤل رئيس الحكومة المكلف، غير أن الأيام تثبت أن الوضع لا زال على ما هو عليه". وأوضح مصدر هسبريس، الذي رفض ذكر اسمه، أنه "لا جديد في المفاوضات التي يجريها رئيس الحكومة المعين"، ما يستفاد منه أن اتصالات عبد الإله بنكيران بعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يفاوض باسم حزبه وأحزاب الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، لم تصل بعد إلى حل وسط ينهي أزمة "البلوكاج". وعلى الرغم من تعبير بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لأعضاء حزبه عن قرب انفراج الأزمة وتشكيل الحكومة بعد عودة الملك محمد السادس من جولته الإفريقية، إلا أن مصدر الجريدة أكد أن "الوضع لا زال على ما هو عليه، ولا يوجد أي مستجد يجعل بنكيران متفائلا". وبخصوص الأخبار التي تروج عن قرب تشكيل بنكيران لحكومته الثانية بإشراك الاتحاد الدستوري دون الاتحاد الاشتراكي، قال مصدرنا إن "موقفنا من المشاركة في الحكومة لا زال قائما كما عبّرنا عنه سلفا، لكن عدم إشراكنا فيها سنعبّر عنه حين نتوصل بقرار رسمي"، مضيفا أن الحزب "يتعامل بطريقة رسمية وعبر قنواته الرسمية". وكان عبد الإله بنكيران، الذي يتحفظ على مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حكومته، بعد إشهار "فيتو" في وجه مشاركة حزب الاستقلال، قد عبّر عن تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة خلال لقائه، نهاية الأسبوع الماضي، بأعضاء الهيئة الإقليمية للمنتخبين بعمالة الرباط. ولمح الأمين العام لحزب "المصباح" إلى قرب انفراج الأزمة، خاصة وأن عودة الملك محمد السادس من جولته الإفريقية باتت قريبة؛ إذ سيرفع تشكيلته الحكومية إلى الجالس على كرسي العرش، إن تمكن من تشكيلها أو يعلن عن فشله في ذلك، وفق ما ذكره في لقاء جمعه بأعضاء اللجنة المركزية لشبيبة حزبه مؤخرا.