بالموازاة مع الارتفاع المطرد للإنتاج البحري المغربي، والذي وصل إلى 1.465.000 سنة 2016، حذّر محمد البشير شابو، الكاتب العام للكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، ورئيس المنصة المغاربية للصيد التقليدي، من وجود مخاطرَ قالَ إنها تهدد الثروة السمكية المغربية، جرّاء ما سمّاه "تطوَّر أساليب وأدوات النهب". ففي معرض حديثه في ندوة حول "استدامة نشاط الصيد"، ضمن سلسلة الندوات التي عُقدت على هامش معرض "أليوتيس بأكادير"، استعرض شابو جُملة من المخاطر التي تهدد الثروة السمكية المغربية، داعيا إلى خلْق مزيد من المحميات، للحفاظ عليها، وتفعيل الأهداف التي تأسّستْ من أجلها، والتي قالَ إن كثيرا منها إلى حد الآن "ظلّت حبرا على ورق". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنَّ "قطاع الصيد التقليدي في المغرب يعاني من الهشاشة، سواء على مستوى المردودية أو المداخيل، لعدّة عوامل، منها التدهور الذي تعرفه الثروة السمكية في البحر الأبيض المتوسط، والناجم عن الصيد الجائر، وارتفاع النمو الديمغرافي في المجال الحضري، ما يؤدّي إلى التلوث وزيادة المواد الصلبة في البحر..."، وفق تعبيره. وأردف بأنَّ "التدهور الذي تعرفه الثروة السمكية في المياه المغربية أثر على المهنة وعلى المهنيين العاملين في مجال الصيد التقليدي، وأدّى إلى عزوف الشباب عن ممارسة هذه المهنة، لعدم وجود مردودية كافية لبناء مستقبلهم"، مضيفا: "المهنيون لم يعودوا يعلّمون أبناءهم الصيد التقليدي، وهذا يدق ناقوس الخطر، ويهدد هذه المهنة بالاندثار". وتعليقا على أرقام وزارة الفلاحة والصيد البحري، والتي تُفيد بارتفاع الإنتاج البحري، واستمرار هذا الارتفاع خلال السنوات القادمة، إذ يُرتقب أن يصل إلى 1.660.000 طن سنة 2020، قال شابو إنّ هذا "لا يعني أننا حافظنا على الثروة السمكية، بل مردُّه إلى زيادة الشراهة في الصيد، بعدما تطوّرت آليات النهب"، على حد تعبيره. ولحماية الثروة السمكية المغربية، عمل المغرب على إحداث مناطق بحرية محمية، تُعتبر عنصرا حيويا في إستراتيجيات المحافظة على تنوع الحياة البحرية على المستويات الوطنية والجهوية والدولية؛ غير أنّ الكاتب العام للكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي أكّد أنها "لا تُحترم، إذ إن سُفن الصيد بالجرّ تصل إلى نصف ميل من عُمقها، بسبب غياب القانون"، على حدّ قوله. ودعا شابو إلى خلْق مزيد من المحميات، قائلا إنّها السبيل الوحيد للحفاظ على الثروة السمكية المغربية، لكنّه أكد على ضرورة إشراك المهنيين، ووضع آليات فعّالة لإنجاح تفعيل المهام التي أنشئت من أجلها، مضيفا: "لا بدّ من أن تتحرّك جميع الجهات المعنية من أجل استعادة الثروة السمكية التي تضيع، قْبل ما يْولّي البحر بْحال البيرْ، فيه غي المَا".