قال عبد الواحد متوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إن المنطق الذي تعاملت به الدولة منذ أيام تجاه نشطاء الجماعة، بإعفاء ما يقارب 105 منهم من وظائفهم في قطاعات عمومية مختلفة، لا يشبه السياسة التي طالت نشطاء جماعة "الخدمة"، التي يتزعمها الداعية التركي فتح الله غولن، من قبل نظام رجب طيب أردوغان، خلال الأشهر الماضية. واستبعد متوكل، الذي كان يتحدث اليوم بسلا ضمن ندوة صحافية نظمها مجلس إرشاد الجماعة، أن تكون "العدل والإحسان" تشبه جماعة "الخدمة" التركية، موضحا أن "التشبيه بينهما لا يستقيم ولا يصدقه عاقل"، مضيفا أن من يعرف العدل والإحسان جيدا"، وفق تعبيره، "سيجد الفرق شاسعا بينهما من حيث المنهج والخط الفكري والسياسي والتوجه التربوي". وتابع القيادي في أبرز تنظيم إسلامي معارض بالمغرب بأن "هذا يدخل في حرب ممنهجة من طرف من لا يترك فرصة لتشويه الجماعة في الداخل والخارج، فهو في حيرة لأنه أمام تيار ينمو منذ التأسيس"، فيما أورد أن تلك الجهات، وهو يعني المسؤولين في الدولة، "كانت تراهن على وفاة الإمام المرشد عبد السلام ياسين وتنتظر بلهف تشتت الجماعة بمجرد أن يختفي الرجل". متوكل تابع حديثه عن المرشد ياسين، الذي توفي في 13 دجنبر من العام 2012، ومصير الجماعة بعد ذلك، بالقول: "لم يحدث شيء من ذلك، فازدادت الجماعة تماسكا وقوة، وهذا أمر ليس سهلا، فقلما يقع؛ حيث إنه داخل كثير من الحركات والأحزاب تقع توترات وانشقاقات بمجرد موت قائد ذي كاريزما، لكن في الجماعة، بعد أيام تم استئناف العمل بعد انتخاب قيادة جديدة". واتهم القيادي الإسلامي "المخزن" بنهج "كل السبل لمحاصرة الجماعة، ولن يفلح في مسعاه"، معتبرا أن تشبيه "العدل والإحسان" بجماعة أخرى ك"الخدمة" التركية، "كلام فارغ. فبعدما يئس من ترويضنا، فهو لم ييأس من التضييق علينا"، مضيفا أن "كل الوسائل تبقى لدى المخزن مشروعة للنيل ممن يعتبرهم خصومه"، على حد تعبير عبد الواحد متوكل. "الاستبداد يمتح من معين واحد وله منطق واحد، ولا يمكن له أن يتصرف خارج طبيعته الاستبدادية"، يضيف رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، الذي أوضح أن لجوء الجماعة إلى تخصيص دعاء ديني موجه إلى أعضائها في بيان مجلس الإرشاد الصادر اليوم، "جبهة ليست سهلة، وهناك إجراءات متعددة ستصدر تباعا ولا يمكن أن نسكت، والنظام يئس من أن يجعلنا ننبطح، وسنسلك كل السبل الممكنة من أجل حريتنا"، وفق تعبيره. وكان بيان مجلس الإرشاد قد تضمن دعاء، في خضم تعقيب الجماعة على ما وصفته "الموجة الجديدة من أمواج الاستبداد"، بعبارة: "نتوجه إلى إخواننا وأخواتنا في جماعة العدل والإحسان وإلى كافة شعبنا وأمتنا أن نفتح واجهة الدعاء والوقوف بباب الكريم الوهاب أن يحفظنا ويحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين من تلاعب المتلاعبين، وأن يهيئ لها من الرجال ومن العقلاء من ينهون هذا التخبط وهذا العبث".