بعد رحلة معاناة مع مرض عضال لم ينفع معه علاج، توفي صباح اليوم الأحد، الناشط السياسي والحقوقي والأستاذ الجامعي عبد اللطيف حسني، في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الرباط، التي نُقل إليها قبل أيام بعدما تدهورت صحته بشكل كبير. ويفقد المشهد السياسي والثقافي المغربي بوفاة حسني أحد أبرز الوجوه التي ناضلت من أجل إرساء حقوق الإنسان وتطويرها بالبلاد،إذ تعرض للاعتقال خلال المرحلة الجامعية في "سنوات الرصاص"، كما دافع بشراسة عن التغيير الديمقراطي بالمغرب. وعُرف عن الراحل، الذي سيوارى الثرى عصر اليوم بمقبرة الرياض، مؤازرته لحركة 20 فبراير، التي طالبت بمحاربة الفساد والاستبداد بالبلاد، كما اشتهر بتكوينه لجيل من الطلبة المغاربة، وتخصيص جل وقته للمجلة المعروفة التي أنشأها "وجهة نظر". وحافظ حسني على وتيرة إصدار مجلته الفكرية والثقافية والسياسية منذ سنة 2000 إلى حدود سنة 2005 عندما ألم به المرض، رغم غياب دعم مالي مرصود للمجلة التي تولدت تجربتها عن إصدار "سلسلة دفاتر وجهة نظر" و"كراسات إستراتيجية". ونعى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وفاة حسني، ووصفه في بلاغ توصلت به هسبريس بكونه "أستاذ جامعي نزيه، ومناضل سياسي، وأحد المثقفين المدافعين عن التغيير وبناء الديمقراطية في البلاد". وأكمل المصدر ذاته بأن "الدكتور عبد اللطيف حسني كان معروفا قيد حياته بمواقفه النضالية المبدئية الثابتة، وبصدقه ووفائه، وبإدارته لمجلة "وجهة النظر" الرصينة والملتزمة بقضايا التحرر والتقدم والعدالة والمساواة".