على الرغم من أن السلطات المغربية حظرت على نشطاء مغاربة يعتنقون المذهب الشيعي تأسيس هيئة مدنية تحت مسمى "جمعية رساليون تقدميون"، إلا أن هؤلاء رفعوا مطالبهم مجددا بما أطلقوا عليه "دولة مدنية"، واشتكوا تعرضهم لما أسموها "الصعوبات والضغوطات". وضمن وثيقة تكشف تخليدهم لما قالوا إنها "الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقة الخط الرسالي بالمغرب"، قال الشيعة المغاربة إن هذا الخط يعد بمثابة "تيار وطني جديد نشر أدبياته انطلاقة من الميثاق الرسالي وصولا للورقة المذهبية مرورا بورقته السياسية (...) استطاع أن يكشف زيف الشعارات التي طرحت في سياق ما سمي بالربيع العربي". "الخط الرسالي" الذي يتزعمه الناشط الشيعي المغربي عصام احميدان، إلى جانب عبد الرحمان الشكراني القابع في السجن بتهمة اختلاس أموال عامة، كشف أن مرحلة ظهوره الأولى قبل خمس سنوات همت التعبئة وتنفيذ "حركية ثقافية (التي هي) بمثابة مقدمة للانخراط في الحركة السياسية التي تبتغي بناء الدولة المدنية المغربية وإعادة صياغة مرتكزاتها السياسية والدستورية على قاعدة المواطنة". ويرى النشطاء أنفسهم، ضمن الوثيقة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، أن مرحلة ما بعد دستور 2011، الذي وصفوه بالممنوح، لم تعرف تنزيله على أرض الواقع "بسبب غياب الإرادة السياسية لتجسيد الانتقال الديمقراطي والقطع مع مرحلة الوصاية والتحكم في مجمل مفاصل الحياة العامة، بل والخاصة أيضا للمواطنين". ومن المؤسسات التي أسسها التيار الشيعي المذكور طيلة السنوات الخمسة الأخيرة، وفق المصدر ذاته، هناك مؤسسة "الخط الرسالي للدراسات والنشر"، وجمعية "رساليون تقدميون"، التي قالوا إنها منعت من التأسيس مرتين من طرف السلطات، سنتي 2013 و2016، مشيرا إلى العقوبة السجنية التي يقضيها رئيس الجمعية، عبد الرحمن الشكراني، الذي "لا يزال لحد اللحظة خلف قضبان السجن لأجل ملف مسيس ومفبرك غايته ضرب حيوية هذا الخط وقمعه ومنعه من حرية الحركة". وحكم على الشكراني من طرف المحكمة الابتدائية بمدينة فاس، في منتصف نونبر 2016، بسنة سجنا نافذا بعدما كان متابعا أمام قسم جرائم الأموال بتهمة "اختلاس وتبديد أموال عمومية (140 ألف درهم من وكالة بريدية بتاونات)، وتزوير محررات بنكية واستعمالها"؛ وذلك بناء على شكاية من زبونين للوكالة البنكية التي كان يديرها "المتهم" ذاته منذ سنوات، فضلا عن شكاية من الممثل القانوني لهذه الوكالة البريدية. وهو ما عدّه "إخوان الشكراني" حكما جائرا وملفا مفبركا "غرضه التضييق على الشيعة بالمغرب". ويتهم شيعة "الخط الرسالي" السلطات المغربية بممارسة "سياسة الحصار والمنع والالتفاف" ضدهم، بالإضافة إلى ما وصفوها "ضغوطات وصعوبات"؛ إذ قالت الوثيقة: "لابد أن يبقى الهدف الثقافي قائما رغم كل الصعوبات والضغوطات التي تواجه الرساليين، لكن في نفس الوقت لابد من فتح ثغرة في جدار الواقع السياسي إلى جانب كل القوى الوطنية والتقدمية في البلاد بغية بلوغ مطلب (دولة الإنسان)". ويرى النشطاء الشيعة أن توجههم إلى اختراق العمل السياسي بالمغرب يفرضه "الانتقال من مرحلة إلى مرحلة (الذي) ليس انتقالا ميكانيكيا جامدا لأن الواقع العملي شيء والنظرية شيء آخر"، لتضيف الوثيقة: "إننا أيضا قلنا في الميثاق الرسالي إن الانتقال من المرحلة الثقافية إلى المرحلة السياسية لا يعني أن العمل الثقافي يتوقف ليفسح المجال للسياسي؛ فالحركة التدريجية هي حركة صيرورة تراكمية وليست حركة قطائع". ووفقا للوثائق التي أعلن عنها النشطاء الشيعة، فإن "الخط الرسالي" تيار شيعي أسسه الناشط المغربي عصام احميدان، وينقسم إلى مؤسسة تدعى "الخط الرسالي"، يرأسها الناشط خالد بن تحايكت، وذراع إعلامي يمثله موقع إلكتروني يحمل الاسم ذاته، ويشرف عليه المتحدث الإعلامي باسم التيار الناشط عبد الحفيظ بلقاضي، فيما يرأس عبد الرحمان الشكراني مرصد التيار الحقوقي، ويتولى الجناح الثقافي الناشط محمد الحموشي.