بعث الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، رسائل واضحة يؤكد من خلالها تمسكه بموقفه من تشكيل الحكومة، في ظل الأزمة التي تعيشها المشاورات بعد مرور أكثر من أربعة شهور على تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية. وقال بنكيران، خلال دورة المجلس الوطني لحزبه، التي انعقدت اليوم السبت في مدينة بوزنيقة، إنه رغم تكليفه بتشكيل الحكومة إلا أنه يجب أن يبقى محترما لإرادة الناخبين، مضيفا أنه "لن يكون هناك أي معنى للسياسية إذا لم يتم احترام هذا الإرادة؛ فالشعوب تعيش بالتنمية، وأيضا بالأخلاق والقيم الفضلى"، على حد تعبيره. واعتبر بنكيران أن هناك ما هو أكبر من تجديد الثقة في حزب العدالة والتنمية، والمحافظة على صدارة الانتخابات، وهو التصالح التدريجي للمواطنين مع السياسة، مضيفا: "هناك تقدير لحجم الإكراهات، كما أن الإصلاح له خصوم سيحاربوننا إلى النهاية، وأيضا له أنصار". وبينما أكد أنه سيقوم بتشكيل حكومة تحترم إرادة الناخبين مهما كلف الثمن، قال بنكيران: "أضع بين عيني رهانات الحزب، وأستطيع أن أجزم بأن أهدافنا الأولى هي رفعة الوطن وتنميته، ومناصرة المبادئ والقيم الوطنية التي تبقى الأهم والأكبر". وأضاف رئيس الحكومة المكلف: "ليس من المعقول أن نكون قد انخرطنا في المسار الديمقراطي وخاطبنا المواطنين ودعوناهم أن يصوتوا علينا، وانتبهوا لنا تدريجيا منذ سنة 1997، ثم نأتي اليوم ونتهاون في الحفاظ على روح ومعنى تصويتهم علينا.. لم يصوتوا لنا لنتنازل عن مبادئنا. وتشكيل الحكومة يجب أن يحترم إرادة الشعب مهما كلف ذلك من ثمن". بنكيران بعث رسائل سياسة واضحة إلى القصر، إذ قال إنه غلب مصلحة الوطن حينما تخلى عن رئاسة مجلس النواب من أجل استكمال توجّه عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مشددا على أنه إذا اقتضت مصلحة الوطن أن يتخلى عن رئاسة الحكومة فسيفعل.