يواجه مهاجر مغربي مقيم بمدينة فيرونا الإيطالية تهديدات صريحة بالقتل، بعدما اتهم بالإرهاب من طرف ماتيو سالفيني، السكريتير الفيدرالي لحزب رابطة الشمال، ونسب إليه كلاما يدعو إلى "دهس الإيطاليين بالشاحنة"، ادعى أن المهاجر المغربي كتبه على حسابه ب"فيسبوك". المهاجر حمزة بنعكدول، المنحدر من مدينة الصويرة والمقيم بإيطاليا منذ سنة 2001، تفاجأ، يوم السبت الماضي، باكتساح كبير لصفحته على موقع "فيسبوك"، مصحوب بتهديد صريح بالقتل والعديد من عبارات القذف والشتم، لم يسلم منه حتى أطفاله الصغار، بعد نشر سالفيني للصورة التي قال إنها تدوينة نشرها المهاجر المغربي. كما قامت مصالح الكربنييري (الدرك) باستدعائه للتحقيق معه. حمزة نفى جملة وتفصيلا أن يكون هو من كتب الكلام المنسوب إليه من قبل زعيم "لاليغا"؛ وذلك لقناعته الشخصية التي كانت دائما ضد أي عمل إرهابي مهما كانت دوافعه، وأوضح أنه لا يستطيع أصلا كتابة جملة واحدة باللغة الإيطالية دون أخطاء نحوية، عكس التدوينة التي نسبها إليه سالفيني، كاشفا أنه لم يسبق له أن دخل المدارس الإيطالية وأنه مجرد مياوم بسيط يمتهن مهنا بسيطة. وفي تصريح لصحيفة "لارينا"، قال حمزة إنه أصبح يخشى على حياته بعد التشهير الذي قام به في حقه زعيم رابطة الشمال بعدما كشف عن هويته بالاسم والصورة أمام حوالي مليوني شخص يتابعون صفحته على موقع "فيسبوك"، وأضاف أنه يجهل كيف تم نسْب تلك التدوينة إليه، خصوصا وأنه لا يوجد رابط أصلي لها وهي عبارة عن صورة فقط، موردا أن حتى عناصر الدرك متأكدون من أن الصورة عبارة عن "فوطشوب"، مبرزا أن همه الوحيد حاليا هو الحفاظ على حياته وعدم فقدان منصب شغله الذي يعد مدخله الوحيد لإعالة أسرته المتكونة من زوجته وأبنائهما الثلاثة. من جهته حاول السياسي الإيطالي، عن طريق الناطق الرسمي باسمه، التقليل مما حدث، مبرزا أنه بدوره كان يتساءل فقط إن كان فعلا المهاجر المغربي كتب ذلك الكلام وتم تركه حرا طليقا بالرغم من أنه كان قد مر على نشره أكثر من 20 يوما، معترفا بأنه لم يطلع على رابط التدوينة وليس متأكدا من أن المهاجر المغربي كتب ذلك الكلام فعلا، وإنما قام بنشر الصورة التي كانت متداولة على المواقع الاجتماعية. وكان سالفيني قد قام، يوم السبت الماضي، بنشر صورة لتدوينة يدعي أنها لحمزة بنعكدول يبدي عزمه من خلالها على قتل الإيطاليين ودهسهم بالشاحنة؛ لأنهم يرفضون الترخيص للمسلمين بأماكن لإقامة الصلاة، مضيفا أن المهاجر المغربي قام بنشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، قبل أن يتم حذفها، وفق زعم سالفيني. ويعتبر تشهير ماتيو سالفيني بالمهاجر المغربي وإدانته، دون التأكد من حقيقة الصورة، تطورا خطيرا في مهاجمة هذا السياسي الإيطالي للمغاربة ومحاولته النيل منهم بمناسبة أو بدونها، وهو الذي تمت استضافته السنة الماضية في المغرب بالأحضان والشاي؛ إذ تحولت صفحة المهاجر المغربي إلى حائط لآلاف الشتائم والتهديدات في حق المسلمين عامة، والمغاربة خاصة.