في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، وصل جثمان المغربي عز الدين سفيان، الذي كان ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي طال المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الكندية، بعدما عملت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمونريال على التكفل بنقل جثمانه مساء أمس السبت. وحلّ العشرات من أقارب الضحية ومعارفه بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء منذ الصباح الباكر لاستقبال الجثمان، حيث جرى نقله إلى منزل الأسرة بحي مولاي عبد الله بعين الشق بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، ومن ثم إلى مثواه الأخير. واختلطت علامات الحزن بعلامات الفخر والاعتزاز على وجوه أقارب الضحية عز الدين عثمان، خاصة أنه توفي داخل مسجد، ناهيك عن كونه عبّر عن شهامته للتصدي للشاب الذي يصوّب الرصاص في اتجاه المصلين، كما أكد ذلك صهره رشيد عوام، في تصريحات سابقة لهسبريس. بشرى، قريبة الضحية، تروي لهسبريس أن عز الدين عثمان "كان إنسانا مسالما حتى أنه أطلق اسم "السلام" على مجزرة لبيع الحلال في كندا، وحتى العالم عبّر عن أسفه لفقدانه رفقة باقي الضحايا الذين لقوا حتفهم في الهجوم على مسجد كيبيك"، مضيفة أن "جميع الديانات وجميع الجاليات قدموا واجب العزاء في عز الدين سفيان والضحايا الذين لقوا حتفهم"، مشيرة إلى أن "عز الدين سفيان أصبح ينتمي إلى العالم وليس إلى عائلته فقط". بشرى بدت مفتخرة بشهامة خالها، الذي كان بإمكانه الفرار والنجاة بنفسه من الرصاص؛ لكنه فضّل مواجهة المعتدي، قائلة: "كان بإمكان خالي الفرار، لأنه كان حينها أمام الباب؛ لكنه فضّل التضحية بحياته من أجل حماية باقي الناس.. إن عز الدين مفخرة لنا؛ لأنه أنقذ مسلمين آخرين من الموت، كما أنه أنقذ عائلات من التشرد والتيتم". من جهتها، تروي فاطمة، أخت الضحية، والدموع تغالبها، متذكرة وصية شقيقها لها بالحفاظ على الصلاة، بعد أدائهما معا مناسك العمرة خلال الشهر الماضي. ووصفت فاطمة شقيقها وهي تشيد بمناقبه ب"البطل"، بعدما ضحى بحياته لإنقاذ أرواح أشخاص آخرين، قائلة: "أخي قام بالواجب، والناس الذين عاينوا الحادث قالوا لي إنه تصدى للإرهابي ومنعه من قتل المصلين الذين كان يصل عددهم إلى 60 مصليا". وختمت فاطمة كلامها قائلة: حنا في هذا الأرض كنطلبوا نعيشوا غير بسلام، وعلى المسلم وغير المسلم وضع اليد في اليد للتصدي للإرهاب". وكان عز الدين سفيان، المهاجر المغربي المقيم بالديار الكندية، قد توفي داخل مسجد "سانت فوي" إلى جانب ستة مصلين آخرين، بعدما وجّه صوبهم شاب كندي الرصاص بدم بارد. وبعث الملك محمد السادس، بعد هذا الحادث الأليم، برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الراحل، إلى جانب برقيات إلى المغاربة الثلاثة الآخرين الذين أصيبوا في هذا العمل الإجرامي، معربا لهم فيها عن متمنياته بالشفاء. يشار إلى أنه جرى، يوم الجمعة المنصرم بمدينة كيبيك، تنظيم جنازة مهيبة تكريما لأرواح ثلاث ضحايا من أصل الضحايا الست الذين توفوا جراء الاعتداء الإرهابي الذي طال المركز الثقافي الإسلامي بكيبيك، والتي حضرها رئيسا وزراء كنداوكيبيك، وكذا القنصل العام للمملكة بمونريال.