اتهم حزبُ التقدم والاشتراكية السلطات المحلية في عدد من المدن المغربية بإفقاده أزيد من عشرة مقاعد في البرلمان برسم الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 7 أكتوبر الماضي، بسبب تدخّلها المباشر في مجرياتها، حسب ما جاء في تقرير تركيبي قُدّم في اجتماع اللجنة المركزية ل"حزب الكتاب"، يوم السبت بالرباط. المقاعد العشرة التي قالَ "حزب الكتاب" في تقريره إنَّ السلطات المحلية أفقدتها إياه، تهم الدوائر الانتخابية: العرائش، بولمان، قلعة السراغنة، سيدي سليمان، ورزازات، تنغير، سيدي بنور، مراكشالمدينة، القرية وغفساي. وضمّن الحزبُ تقريرَه جرْدا لما سمّاه "أهمَّ خروقات السلطة المحلية"، وعدّدها في "تلاعبات بمحاضر المكاتب الفرعية والمركزية، وتدخل رجال وأعوان السلطة وضغطهم على الناخبين ضد مرشحي الحزب، لفائدة مرشحي حزب الأصالة والمعاصرة، وإلغاء أوراق تصويت صحيحة بها علامة على رمز "الكتاب"". واتهم رفاق بنعبد الله السلطة المحلية بعدم قبول ممثلي لوائح الحزب بمكاتب التصويت أو طردهم قبل بداية عمل الفرز، ورفض تضمين ملاحظاتهم بمحاضر مكاتب التصويت. وذهب الحزب أبعد من ذلك بقوله إنّ أظرف مكاتب التصويت وصلتْ مفتوحة، أي غير مشمّعة، للجان الإحصاء الإقليمية؛ وبخصوص تصويت مغاربة العالم قال إنَّ التصويت باسمهم عرف استعمال وكالات مزوّرة. غير أنّ النتائج التي حققها "حزب الشيوعيين" المغاربة في الانتخابات التشريعية الماضية، والتي لمْ يُخْف قياديوه عدم رضاهم عنها، لها أيضا "أسباب موضوعية"، ومنها، حسب ما جاء في التقرير، "عدم استفادة الحزب من التصويت السياسي، رغم إشعاعه القوي"، و"العدد الإجمالي الكبير من المقاعد المحصّل عليها من قِبل حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة". ومن "الأسباب الموضوعية" التي قالَ الحزب إنّها ساهمت في تراجُعه في الانتخابات التشريعية الماضية "تداعيات بيان الديوان الملكي". وكانَ القصر الملكي أصدر بلاغا، انتقد فيه الأمين العامَّ لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، مُتهما إيّاه بإقحامه في الصراع السياسي الدائر بين الأحزاب، حينَ قال إنّ مؤسّس حزب الأصالة والمعاصرة يجسّد التحكم، وهوَ ما فُهم منه أنه يقصد المستشار الملكي فؤاد عالي الهمّة. وكان حزبُ التقدم والاشتراكية قدْ وضعَ ضمْن أهدافه قبل الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر تجاوز 20 مقعدا برلمانيا، لكنّه لمْ يحصل سوى على 12 مقعدا، كما وضع ضمْن أهدافه تجاوز عتبة 300 ألف صوت، غير أنه لم يحصل سوى على 279526 صوتا. وعلّق عضو اللجنة المركزية للحزب عبد الواحد سهيل على هذه النتائج بالقول: "نحن متفقون، من طنجة إلى الكويرة، على أنّنا ما راضينش عليها".