دافع إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن رئاسة الحبيب المالكي، القيادي في "حزب الوردة"، لمجلس النواب، فيما اختار الرد على ما وصفها ب"الضجة المفتعلة" التي صاحبت الترشيح لثالث أقوى منصب في الدولة بتوجيه رسائل مشفرة إلى حزب العدالة والتنمية. وقال لشكر، في كلمة له أثناء اجتماع اللجنة الإدارية والمجلس الوطني لحزبه اليوم بالرباط، إن ضجة ترشيح المالكي ارتكزت على أن المرشح ينبغي أن يشكل جزءا من الأغلبية، وأن يتوفر حزبه على عدد كبير من المقاعد في مجلس النواب، "غير أن التجربة القريبة تؤكد أن المرحوم عبد الله باها، والسيدين لحسن الداودي وسعد الدين العثماني، من حزب العدالة والتنمية، كانوا قد ترشحوا لرئاسة مجلس النواب دون أن يكونوا في الأغلبية أو تتوفر لحزبهم مقاعد وفيرة"، وفق تعبيره. وفيما أكد لشكر أن تقديم ترشيح المالكي جاء نتيجة قرار حزبي، مضيفا: "تم اتخاذه بناء على المعطيات السياسية التي كانت متوفرة لدينا"، أوضح أنه "لا يوجد أي مبدأ دستوري أو مقتضى قانوني، أو مبرر سياسي، يمنع أي حزب من تقديم مرشحه لمسؤولية رئاسة مجلس النواب، خاصة أنه إلى حد الآن لم يتم فرز لا أغلبية ولا أقلية"، منبها في الوقت ذاته إلى أنه "من غير المعقول أن تستمر المؤسسة التشريعية معطلة وبجمود أهم السلط الدستورية التي ظلت تعيش في انتظارية قاتلة"، وفق تعبيره. مقابل ذلك، أعلن زعيم الاشتراكيين انخراط "حزب الوردة" في مشروع إصلاح التقاعد بالبرلمان وتقنينه، مبررا هذه الخطوة ب"إيقاف عبث الاستفادة منه ممن لم يصل إلى سن التقاعد القانوني، إذ يتحول إلى مجرد ريع غير مستحق". وفي سياق المشاورات المستمرة لتشكيل الحكومة، وصف لشكر حزبه بأنه "عنصر توازن" وهو يبرر انخراطه في تشكيل الأغلبية التي مازالت متعثرة، موضحا أن البلاغ الرباعي، الذي وقعه "الاتحاد الاشتراكي" إلى جانب أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، أعقبه "توجه نحو التقوقع في منظور ضيق لما يحتاجه المغرب من تشكيلة حكومية قوية ومنسجمة، تماشيا مع الخطاب الملكي بداكار". وتابع الكاتب الأول ل"حزب الوردة" دفاعه عن دخول حزبه في المشاورات الحكومية بالقول إن المنطلق تحدد في ما أسماه "تيسير مهمة رئيس الحكومة المكلف"، وزاد: "واصلنا هذه المنهجية نفسها في كل تحركاتنا ومبادراتنا وسلوكنا"، ليشير إلى استعداد الحزب ضمن "التشكيلة الرباعية" لتوفير أغلبية مريحة، "تجنب الردّ على الاستفزازات".. "لأننا اعتبرنا أن التحديات التي تواجه بلادنا أهم من المنظور الضيق الذي حاول البعض تصريفه"، يقول لشكر. وأعلن المسؤول الحزبي ذاته استمرار "حزب الوردة" في المشاورات لتشكيل الأغلبية الحكومية، موردا: "وافقنا على مواصلة الحزب للمشاورات بناء على الاتفاقات التي يمكن التوصل إليها حول البرامج والتصورات، بهدف خدمة مصلحة الوطن وتحقيق مطامح الجماهير الشعبية والاستجابة لمطالب القوى الحية والفاعلين في مختلف المجالات"، وأضاف أن اللقاء الأخير الذي جمعه برئيس الحكومة المكلف "أعاد فيه التعبير عن موقفه الإيجابي من المشاركة في الأغلبية الحكومية"، وزاد: "كما أكدنا من جهتنا أننا مستعدون لمناقشة تفاصيل عرضه بالروح نفسها".