تسبّب التكاثر المتسارع للدلفين الأسود، المعروف لدى مهنيي قطاع الصيد البحري في الأقاليم الشمالية باسم "negro"، في هجرة أرباب قوارب الصيد الساحلي بالحسيمة، وانتقالهم إلى مدن ساحلية أخرى لمزاولة أنشطتهم البحرية، ما يُهدّد قطاع الصيد وتجارة السمك بالشلل التام في الأيام القليلة المقبلة. وأوضح فريد بوجطوي، رئيس جمعية تجار السمك للتنمية والتضامن بالحسيمة، أن أعداد الدلافين السوداء تزايدت في الفترة الأخيرة بشكل غريب، خاصة في سواحل البحر الأبيض المتوسط القريبة من مدينة الحسيمة، متسبّبة في تمزيق وتخريب أشباك الصيد، ومسجلة خسائر كبيرة في عتاد ولوازم عمل الصيادين البسطاء. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "عددا كبيرا من الصيادين غادروا ميناء الحسيمة بشكل جماعي، وانتقلوا إلى سواحل تطوان وطنجة والعرائش والمهدية، في وقت تستعد الباقون للرحيل، بحثا عن مصدر رزق يعيلون به أسرهم المهدّدة بالتشرّد، بعدما صار قطاع الصيد البحري بالحسيمة على حافة الشلل التام". وضرب بوجطوي مثالا بصاحب مركب صيد عاد إلى ميناء الحسيمة محمّلا بعشرة صناديق من سمك السردين، لكن تفاجأ الحاضرون بالحالة الغريبة التي صارت عليها شباكه الممزّقة، موضحا أن ثمن الصناديق العشرة لا يتجاوز ألفيْ درهم، في حين يفوق ثمن شبكة الصيد عشرة آلاف درهم. ونبّه المتحدث ذاته إلى أن مدينة الحسيمة لا تتوفر على معامل ومصانع، ما يجعل ميناءها المحرك الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، القادر على تحريك العجلة التجارية، نظرا لارتباط تجارة السمك بمختلف الأنشطة الاقتصادية بالمدينة، مؤكّدا أن الوضع الحالي يتطلب من المسؤولين عن تدبير قطاع الصيد البحري التعجيل بإيجاد حلول تضمن استقرار الصيادين. وعن الإجراءات التي قامت بها جمعية تجار السمك، أوضح رئيسها أن عددا من المتضرّرين عقدوا اجتماعا لتدارس الأوضاع، وقرّروا مراسلة وزارة الداخلية من أجل مطالبتها بفتح تحقيق حول أسباب تكاثر الدلفين الأسود الذي وصفه ب"الوحش"، وخاصة في ما يرتبط ب"تماطل المسؤولين السابقين في تنظيم القطاع، من خلال منح العديد من رخص الصيد، وعدم احترام فترات الراحة البيولوجية، واستعمال الشباك الممنوعة".