أحجمت وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية عن بث والتعليق على خبر مصادقة القمة الإفريقية في أديس أبابا، مساءالاثنين، على طلب عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، في وقت هاجمت فيه الوسائل الإعلامية الناطقة بلسان جبهة البوليساريو الانفصالية الحدث الإفريقي، الذي يأتي بعد انسحاب الرباط من المنظمة الإفريقية، عام 1984 إثر الاعتراف ب"جمهورية البوليساريو". وفيما حَظيَت عودة المغرب إلى الحظيرة الإفريقية، من بوابة الاتحاد الإفريقي، بتأكيد واضح حرص عليه عدد من كبار المسؤولين والقادة الأفارقة، وتناقلتها وسائل الإعلام الإفريقية والأجنبية بشكل واسع، اختارت وكالة الأنباء الرسمية للجارة الشرقية تجاهُلَ الحدث والاكتفاء بالترويج بشكل مثير لانتخاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نائباً لرئيس للاتحاد الإفريقي لعهدة سنة واحدة، عقب انطلاق القمة الإفريقية العادية ال28 يوم أمس الاثنين بالعاصمة الإثيوبية. وبالرغم من أن نقطة دراسة طلب انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي كانت مدرجة في جدول أعمال القمة الإفريقية، فإن الإعلام الجزائري نقل بالحرف كلمة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، ألقاها خلال مأدبة إفطار نظمت يوم الأحد بأديس أبابا، التي هاجم خلالها المملكة واتهمها بأنها تمارس "انتهاك حقوق الإنسان" في الصحراء، على حد تعبيره. في السياق ذاته، هاجمت المواقع الرسمية التابعة للبوليساريو مصادقة القمة الإفريقية على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مباشرة بعد الإعلان الرسميّ من أديس أبابا، بالقول إن نوايا الرباط "مريبة في نظر المراقبين، خاصة أنها حاولت استباق الأحداث من قبيل المصادقة على الميثاق التأسيسي للاتحاد "دون تحفظ""، على حد تعبيرها. واعتبرت "وكالة الأنباء الصحراوية" أنّ الرؤساء المشاركين في القمة الإفريقية قبلوا انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، "فيما تمسك القادة الأفارقة بعضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، العضو المؤسس للاتحاد الإفريقي"؛ فيما عاد موقع انفصالي آخر إلى سوء الفهم الذي حصل يبن المغرب وبين بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بالقول إن الرباط "اتهمت الأمين العام (..) ودخل على الخط في صراع مع الأممالمتحدة بطرد المكون المدني والسياسي من بعثة المينورسو سنة 2016 "، وفق نص المقال. وصادقت القمة الإفريقية في أديس أبابا، مساءالاثنين، على طلب عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بعدما انسحبت المملكة المغربية من منظمة الاتحاد الإفريقي، التي تحولت لاحقا إلى الاتحاد، عام 1984 بعد الاعتراف ب"جمهورية البوليساريو"، حيث جاء قبول الطلب المغربي بأغلبية الأصوات بعد شد وجذب بين الدول الإفريقية، خلال جلسة مغلقة خصصتها القمة لبحث الطلب. وذهبت المناقشات إلى قبول عودة المغرب، إثر تأييد مجموعتي غرب ووسط إفريقيا، طلب الرباط، وفق مصدر إفريقي مطلع على الملف صرح لوكالة الأناضول التركية، الذي أكد أن دول شرق إفريقيا أعلنت كذلك عن دعمها لعودة المغرب، فيما استمرت بعض دول جنوب القارة في التحفظ على الطلب المغربي على خلفية الوضع الحدودي، في إشارة إلى النزاع مع جبهة البوليساريو الانفصالية، لتحصل عودة المغرب على 39 دولة إفريقية.