على غرار السنوات الست المنصرمة، أفلحت جمعية صوت الشباب المغربي بلاهاي الهولندية في استقطاب المئات من المغاربة لاحتفاليتها المخلدة للسنة الأمازيغية 2967، التي احتضنها مسرح "Zuiderstrand" المتاخم لشاطئ مدينة دينهاخ. الاحتفالية التي امتدت على مدى 5 ساعات متواصلة، وحضرها قرابة 1200 شخص، انطلقت على إيقاع قيثارة "با رشيد" وابنته نوميديا، اللذين أديا عددا من الأغاني الريفية التي تفاعل معها الحاضرون بحماس كبير. "با رشيد"، رفقة فرقته "إجطي"، أدى وصلات تتغنى بالأرض والحرية والهوية، قبل أن تلتحق به الفنانة فطوم التي أدت بعض أغانيها، واختتمت إطلالتها بتكريم خاص من الفنان التشكيلي محمد أبطوي الذي أهداها "بورتريها" بريشته، منوها بمسارها الفني وداعيا الجمهور إلى تأمل كلمات أغانيها "العميقة". وتواصلت فقرات الحفل الفني بقراءتين شعريتين، بالريفية لنعيمة فارسي وبالهولندية لفاطمة المرابط، قبل أن يفسح المجال للفنانة الشعبية الريفية نجاة أطلس، التي أفلحت في نيل تصفيقات الجمهور الذي تراقص بعضه على المقاطع التي ألهبت حماسه. جمعية صوت الشباب المغربي بهولندا لم تفوت الفرصة دون أن تقوم بتكريم بعض الشخصيات التي رأت أنها بصمت على مسار إيجابي في خدمة الجالية المغربية والمجتمع الهولندي. وقبل اختتام السهرة، عرض أشرف بلعلي شريط فيديو يستعرض مراحل ترميم "أكلمام ن آدوز" الأثري، المعروف محليا ب"Agelmam n Zughaγen" ، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، مبرزا أن المشروع، الذي تبنته جمعية صوت الشباب المغربي بهولندا، يهدف إلى توفير احتياجات سكان منطقة آدوز بالريف من المياه المطرية ذات الاستخدامات المتعددة، كاشفا أن تمويله تم من مداخيل مهرجان السنة الأمازيغية 2966. ختام السهرة كان مسكا مع الفنانة نجاة اعتابو، التي أشعلت مسرح "Zuiderstrand"؛ حيث تراقص على إيقاعات "جوني مار" وأغاني أخرى الجمهور الحاضر، الذي خاطبته قائلة: "كنموت عليكم". وواصلت النجمة المغربية تقديم وصلاتها الغنائية ملبية طلبات الحاضرين، قبل أن تغادر، معربة عن أملها في أن تعاود الحضور لملاقاة من وضفتهم "بالجمهور المغربي الرائع بهولندا". مصطفى بربوش، رئيس جمعية صوت الشباب المغربي بهولندا، قال، في تصريح لهسبريس، إن الأهداف المسطرة تحققت من خلال الحضور الكثيف للجمهور، والتفاعل مع فقرات برنامج المهرجان الذي اختار شعار "من أجل النهوض بالمرأة الأمازيغية". وشدد بربوش على أن المهرجان يضاهي في الوقت الراهن أكبر المهرجانات في أوروبا، وأضاف: "نطمح إلى جعله مهرجانا عالميا في لاهاي، واليوم أفلحنا في منح ثقافتنا الأمازيغية مكانة مميزة وسط باقي ثقافات قاطني البلد". وأعلن مصطفى بربوش، بصفته رئيس جمعية صوت الشباب المغربي بهولندا، أن العمل جار مع شركاء لتنظيم قافلة طبية كبيرة بمنطقة أكزناية بالريف؛ وذلك تنفيذا للاستراتيجية الاجتماعية للجمعية.