تتواصل أشغال الهياكل التنظيمية واجتماعات لجان منظمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحضيرا لقمة رؤساء وحكومات الدول الإفريقية المرتقب عقدها نهاية الشهر؛ حيث ستناقش عودة المملكة للمنظمة القارية والمصادقة عليها رسميا. وقبل هذا الموعد، جددت المفوضية التابعة للاتحاد الإفريقي التعبير عن موقفها المعادي للوحدة الترابية للمغرب، بعد ما اتهم تقرير صادر عنها، قدم أمس خلال أشغال الدورة الثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، المملكة ب"تأزيم الوضع الحالي بمنطقة "الكركارات"، رامية بكرة المسؤولية إلى ما وصفته ب"اختراق" القوات المغربية للمنطقة في غشت من العام الماضي، في إشارة إلى العملية التطهيرية التي قادتها مصالح الجمارك ضد المهربين. وفي وقت بصمت فيه جبهة البوليساريو الانفصالية على تحركات استفزازية بالقرب من الشريط الحدودي بين المغرب موريتانيا، حمّلت المفوضية، التي ترأسها دلاميني زوما المعروفة بعدائها للمملكة، مسؤولية الوضع المتوتر بالمنطقة للجانب المغربي، معتبرة أن هذا الأخير انتهك، عبر تحركاته التي عملت على رد الأمور إلى نصابها، اتفاق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1991، مذكرة ببيان الاتحاد الإفريقي الذي حث الطرفين على احترام الاتفاق. التقرير المعروض على أنظار ممثلي ومسؤولي بلدان المنظمة القارية، دعا في ثناياه، بحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام موالية للتنظيم الانفصالي، إلى "توفير البيئة الملائمة لاستئناف المحادثات والتعجيل بإجراء الاستفتاء للشعب الصحراوي، طبقا لقرارات ومقررات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي"، الأمر الذي أثار إعجاب الجبهة ودفعها إلى الاحتفاء به عبر منابرها الإعلامية. ولم تكتف زوما، المعارضة لعودة المغرب إلى المنظمة القارية، بذلك، بل طالبت بضرورة الرصد المستقل والمستدام لوضع حقوق الإنسان في كل من "الصحراء الغربية" و"مخيمات اللاجئين"، وفق ما نقلته وسائل إعلامية محلية، مؤكدة، في التقرير الصادر عن مفوضيتها، أن حماية حقوق الإنسان للسكان الصحراويين تبقى "مصدر قلق" للمنظمة القارية خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي "يحتم توفير الحماية اللازمة لهم"، يقول التقرير. وزاد التقرير في ديباجته أن الاستياء المتزايد للسكان، خاصة فئة الشباب الذين يعيشون في ظروف سيئة، وتدهور الوضع الإنساني بمنطقة تندوف، يستدعيان حلولا "عاجلة" وتركيزا أكبر على الشباب؛ وذلك بغاية منعهم من التوجه نحو جماعات التطرف العنيف أو الجماعات الإرهابية، قبل أن يزيد أن "المنظمة عازمة خلال السنة الحالية على تركيز مساعيها لتمكين الشباب".