فجّر الانتصار الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على نظيره الإيفواري، مساء الثلاثاء على أرضية ملعب أوييم، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول للمجموعة الثالثة، مشاعر الوطنية الكامنة في قلوب المواطنين في كل أنحاء البلاد الذين عبّروا بتلقائية صادقة عن اعتزازهم وافتخارهم بهذا الإنجاز الذي حققه أسود الأطلس حين انتزعوا بطاقة التأهل إلى الدور الثاني لكأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا بالغابون من أنياب الفيلة. فبعدما تتبع الجمهور المغربي شيبا وشبابا رجالا ونساء بشغف كبير وبكل جوارحهم وعواطفهم في المنازل والمقاهي التي أمّها آلاف المتفرجين من مختلف الأعمار هذه المباراة التي كسبها المنتخب المغربي نتيجة وأداء، خرجت حشود غفيرة إلى الشوارع مباشرة بعد نهاية اللقاء للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية مرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه مستحضرين ذكريات ملحمة كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004 وأديس أبابا عام 1976 حينما عاد أصدقاء العميد أحمد فرس ظافرين غانمين بالكأس على أرض الحبشة. ففي شوارع الرباط كما في باقي المدن المغربية الأخرى، انطلقت حشود المواطنين المغاربة من كل الأحياء في اتجاه ساحة البريد بشارع محمد الخامس وسط العاصمة في مسيرة أطرتها الفرحة وتجلى عبرها عمق الارتباط الوجداني بين أبناء هذا الشعب الأبي. وقد أطلق سائقو السيارات العنان لمنبهات السيارات، التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بن عبد الله والنصر والحسن الثاني وغيرها، عازفين سمفونية رائعة شبيهة بتلك التي عزفها أسود الأطلس على المستطيل الأخضر، والذين كبر طموحهم ليصلوا إلى العين يوم خامس فبراير المقبل في ليبروفيل ويشربوا منها. وقد امتزجت زغاريد النساء ومنبهات السيارات بهتافات الأطفال والشباب الذين كانوا حاملين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس مرددين الشعارات الحماسية والأهازيج التي تتغنى بهذا التأهل. وأشاد المواطنون بأداء لاعبي الفريق الوطني المغربي الاحترافي والواقعي بقيادة المدرب الفرنسي هرفي رونار . كما عبّروا عن ارتياحهم لانبعاث كرة القدم المغربية من جديد مرددين أسماء صانعي هذا الإنجاز، متمنين له مشوارا موفقا في هذا العرس الإفريقي الكبير. واستمرت مشاهد الفرحة لعدة ساعات في جو من الانضباط والمسؤولية، لتنفض الجموع على أمل اللقاء في ربع النهاية المقررة يوم الأحد المقبل. وجاء تأهل منتخب الوطني المغربي إلى دور ربع النهاية عقب تفوقه على منتخب كوت ديفوار بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهما مساء الثلاثاء، على أرضية ملعب أوييم، برسم منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول للمجموعة الثالثة واحتلاله المركز الثاني برصيد ست نقاط. ويعد هذا الفوز الثاني على التوالي للمنتخب المغربي بعد الفوز الأول في الجولة الثانية على منتخب الطوغو 3-1، فضمن المركز الثاني بمجموع ست نقاط بفارق نقطة واحدة خلف منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي حجز بدوره بطاقته إلى دور الربع إثر فوزه على الطوغو 3-1. وكان المنتخب المغربي بحاجة إلى تعادل لحجز إحدى البطاقتين، فيما كان المنتخب الإيفواري بحاجة إلى الفوز لمواصلة حملة الدفاع عن لقبه الذي أحرزه قبل عامين في غينيا الاستوائية؛ غير أنه ودّع بنقطتين في المركز الثالث بفارق نقطة واحدة أمام منتخب الطوغو الأخير (نقطة واحدة).