اهتمت الصحف الصادرة، ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، بالإجراءات الجديدة في مجال الهجرة التي تسعى الحكومة الأرجنتينية إلى إقرارها لمحاربة الجريمة، وبقرار الحكومة الأمريكية تعليق استيراد الحوامض الأرجنتينية مؤقتا لمدة 60 يوما، وكذا بالأضرار الناجمة عن حرائق الغابات التي تشهدها مناطق مختلفة من الشيلي. كما تناولت صحف المنطقة توقعات صندوق النقد الدولي بشأن الاقتصاد البرازيلي، الأول في أمريكا اللاتينية، خلال السنتين المقبلتين، وكذا "نظريات المؤامرة" التي باتت تحيط بوفاة تيوري زافاسكي، قاضي المحكمة العليا البرازيلية خلال حادث تحطم طائرة خاصة كان على متنها الخميس الماضي. فبالأرجنتين، ذكرت يومية "كلارين" أن إحدى النقاط الرئيسية التي تطرحها الحكومة لتشديد إجراءات مراقبة دخول وإقامة المهاجرين إلى البلاد تتمثل في خفض المدة اللازمة لطرد وترحيل الأجانب الذين يتورطون في ارتكاب جرائم إلى شهرين، وهو الإجراء الذي يمكن أن يصل، في الوقت الحالي، حتى ثماني سنوات. وأوردت الصحيفة أن هذا الإجراء يرد ضمن بنود مرسوم سيتم الإعلان عنه رسميا في غضون الأيام المقبلة وينص على تقليص الآجال القانونية والإدارية لطرد أو ترحيل المهاجرين الذين يتورطون في جرائم بالبلاد إلى شهرين، مشيرة إلى أن الحكومة تسعى لمحاربة دخول المهاجرين ذوي السوابق الجنائية ببلدانهم إلى الأرجنتين. من جهتها، توقفت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" عند قرار الحكومة الأمريكية تعليق استيراد الحوامض الأرجنتينية مؤقتا لمدة 60 يوما، حسب ما أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية. وأشارت اليومية إلى أن الأرجنتين كانت أعلنت، في 20 دجنبر الماضي، أنها تلقت الضوء الأخضر من السلطات الصحية في الولاياتالمتحدة لاستئناف تصدير منتوج الليمون نحو السوق الأمريكية، بعد حظر دخول هذه المنتجات منذ 15 عاما. ونقلت الصحيفة ذاتها عن وزير الصناعة الزراعية، ريكاردو بوريايلي، تأكيد ثقته في احترام الاتفاقيات التي تم توقيعها، أواخر السنة الماضية بين الأرجنتينوالولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن تصدير منتوجات اللحوم والحوامض نحو السوق الأمريكية، مشددا على أن هذه الاتفاقيات "ليست في خطر" على الرغم من التدابير الحمائية التي يمكن أن يتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وبالشيلي، تطرقت الصحف المحلية لحجم الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات التي تشهدها مناطق مختلفة من البلاد، حيث ذكرت يومية "لاتيرسيرا"، استناد إلى آخر الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للطوارئ بوزارة الداخلية، أن هذه الحرائق دمرت أزيد من 128 ألف هكتار من المساحات الغابوية والزراعية. وأشارت اليومية، نقلا عن المصدر ذاته، إلى استمرار وجود 44 بؤرة حريق في مناطق فالبارايسو، وهيغينز وماولي وبيوبيو و"لا أراوكانيا" ولوس لاغوس، والتي خلفت حتى الآن، فضلا عن المساحات الغابوية المدمرة، مقتل ثلاثة أشخاص، وتضرر 142 آخرين وإجلاء 157 من السكان وتدمير 78 منزلا. وبالبرازيل، توقفت الصحف، على الخصوص، عند توقعات صندوق النقد الدولي بشأن الاقتصاد البرازيلي خلال السنتين المقبلتين، وعند "نظريات المؤامرة" التي باتت تحيط بوفاة تيوري زافاسكي، قاضي المحكمة العليا البرازيلية في حادث تحطم طائرة خاصة كان على متنها الخميس الماضي، خصوصا وانه المسؤول عن التحقيق في فضيحة الفساد التي هزت شركة "بتروبراس" النفطية العمومية. وكتبت يومية "أو غلوبو" أن صندوق النقد الدولي يتوقع تحقيق الاقتصاد البرازيلي لنمو ضعيف لا يتجاوز 2ر0 في المائة خلال السنة الجارية و5ر1 في المائة العام المقبل، وهي النتيجة الأضعف بين بلدان أمريكا اللاتينية، بعد فنزويلا، التي تشهد أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة خلال السنوات الأخيرة، والتي ينتظر أن يتراجع اقتصادها بواقع 6 في المائة عند متم العام الجاري و3 في المائة خلال سنة 2018. من جهتها، كتبت يومية "جورنال دو برازيل" أن بعض الأصوات البرازيلية تنساق، تحت وقع صدمة وفاة القاضي زافاسكي، وراء نظريات المؤامرة، وشبهت التحقيق في فضيحة بيتروبراس بعملية "الأيادي النظيفة" في إيطاليا، التي كانت كلفت القاضي جيوفاني فالكوني حياته سنة 1992. وعلى الرغم من إشارتها إلى سوء الأحوال الجوية الذي تزامن مع تحطم الطائرة التي كانت تقل القاضي البرازيلي نحو باراتي، قرب ريو دي جانيرو، نقلت وسائل الاعلام البرازيلية عن نجل الراحل تذكيره بتهديدات القتل التي كان تلقاها والده، مشيرة الى ان بعض رواد شبكات التواصل الاجتماعي نصحوا القاضي سيرجيو مورو، وهو أيضا أحد المكلفين بالتحقيق في فضيحة بيتروبراس، التي هزت الطبقة السياسية البرازيل، بالتحلي بدوره بالحيطة والحذر.