دشن عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، أول اجتماعات اللجان البرلمانية خلال الولاية التشريعية العاشرة بتوجيه سيل من الاتهامات إلى سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، الذي يشغل حاليا رئيسا لفريق "المصباح" بالغرفة الأولى. وكشف وهبي، الذي كان يتحدث اليوم الأربعاء خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج والمخصص للمصادقة على مشروع القانون المتعلق بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أن هناك خللا في وزارة الخارجية منذ 2012، معتبرا أن "الوزير السابق بصم على معاكسة التوجهات الكبرى لرئيس الدولة الملك محمد السادس". وشدد رئيس فريق "البام" بالغرفة الأولى على أن هذه الاختلالات شهدتها النسخة الأولى من حكومة بنكيران، والتي تولى خلالها العثماني مسؤولية الخارجية، مبرزا وجود ما اعتبره "الاختلاف وعدم الانسجام الواضح الذي طبع تحركات وزارة الخارجية مع توجهات رئيس الدولة". وفي هذا الصدد، ضرب وهبي أمثلة عدة في التباين بين الملك وبين العثماني في الآراء، مثل ما وقع في التعاطي مع الأزمة المالية، مبرزا أن "الدولة كانت ضد الإرهاب في مالي، في حين أن وزارة الخارجية كانت ضد التدخل الدولي لمحاربة الإرهاب في هذا البلد". وبعدما نبه المتحدث نفسه إلى أن "الأخطاء جعلت السياسة الخارجية في تعارض مع توجهات رئيس الدولة مما جعلنا خائفين على المغرب وعلى علاقاتنا الخارجية"، أشار إلى كون الوزير السابق عوض أن يكون مبعوثا للملك إلى أمير دولة الكويت ورئيس الجزائر اختار أن يتحول إلى مبعوث وهمي للمعارضة في الدولتين"، موضحا: "سمعنا موقفا مغربيا اتجاه سوريا، وسمعنا وزير الخارجية السابق يعتبر وجهة نظر روسيا والمغرب بخلاف رئيس الدولة". وطالب البرلماني المعارض بضرورة خلق جهاز أو مؤسسة إدارية داخل وزارة الخارجية تتكفل بالتنسيق السياسي والمؤسساتي بين البرلمان ووزارة الخارجية على مستوى الدبلوماسية الموازية، مؤكدا على أهمية التفكير جديا في مرحلة ما بعد المصادقة على الاتفاقية ومحطة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وفي كيفية التأسيس لتحرك دبلوماسية موازية فاعلة ومنسجمة مع تحركات رئيس الدولة المسؤول الأول على السياسة الخارجية لبلادنا.