اقتبس معلقون من قراء جريدة هسبريس الإلكترونية كلمات أغنية الفنان التونسي لطفي بوشناق الشهيرة "خذوا المناصب والمكاسب واتركوا لنا الوطن"، ليحولوها إلى مطلب وجهوه إلى رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، وأيضا إلى عزيز أخنوش، زعيم التجمع الوطني للأحرار، وباقي حلفائه، خاصة بعد بلاغ "انتهى الكلام". وقال معلقون ردا على تنابز زعماء الأحزاب بالبلاغات والبلاغات المضادة، خاصة بين أخنوش ومن معه، الذين طالبوا بإقحام حزب أو اثنين من أجل تقوية لحمة الحكومة، وبين بنكيران الذي أغلق باب الحكومة في وجه أي حزب عدا التحالف السابق، إن "الأجدر بهؤلاء أن يأخذوا الحكومة ويريحوا المواطن من عبثية هذه المشاورات". وانقسم قراء هسبريس، تفاعلا مع بلاغ رئيس الحكومة المعين الذي أنهاه بلازمته المعروفة "انتهى الكلام"، بين مؤيد لموقف بنكيران حيال ما يجري في مسار مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وبين من آزر مواقف أخنوش خصوصا، خاصة أنه كان يروم تقوية عضد الحكومة بأغلبية مريحة. قارئ يدعى عصام أبدى انشراحه الكبير بقرار بنكيران وقف المفاوضات الحكومية مع كل من أخنوش والعنصر، وقال: "بارك الله فيك يا بنكيران، نحن معك ضد هذه الأحزاب الضعيفة التي مصت دماء المغاربة منذ زمن طويل، ونعلم من يسيرها من وراء الستار". أما محمد مزوري فكتب من وجدة مخاطبا الأحزاب التي تدور في فلك أخنوش ومن معه: "الشعب فهم كل المناورات التي تقومون بها من أجل الانقضاض على إرادته"، قبل أن يكمل: "في الانتخابات القادمة لن تحصلوا ولو على صوت واحد..انتهى الكلام". من جهته شبه ياسين بنكيران بذلك "العامل الذي يشتغل في شركة، يريد مديرها "طرده" لكنه لم يجد حجة ضده، وحتى يجعله لا يطيق عمله داخلها، ويرغمه على المغادرة قسرا بدون أن يطالب بمستحقاته، حرض عليه العمال ورؤساءه في المعمل، إلى أن يشعر بالقهر ويستسلم". في الجانب المقابل، اعتبر قارئ أن "التجمع الوطني للأحرار" محق في إصراره على تشكيل الحكومة بمنطق الانسجام ومصلحة الوطن عوض منطق الغنيمة والوزيعة؛ "فالمناصب لن تغري أخنوش، ولن تجعله يخون ثقة المغاربة، وموقفه واضح هو العمل في انسجام وتوافق وببرنامج ورؤية موحدة". وسار عبد الرزاق درار على منوال سابقه، واصفا بنكيران بأنه "حرباء"، وقائلا إن "أخنوش فطن لخطة رئيس الحكومة"، ومضيفا أن زعيم "الأحرار" عرف بالكلمة والوفاء لحلفائه، خاصة الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، "ولم يتخل عنهم كما فعل بنكيران مع حميد شباط، زعيم الاستقلاليين". وأورد قارئ اختار أن يلقب نفسه ب"أكرد أوداد" أن "بنكيران يظل دوما وفيا لدور الضحية الذي منحه مردودية انتخابية هامة؛ غير أن الرأي العام يدرك من المسؤول الحقيقي عن عرقلة تشكيل الحكومة، ومن الذي يفضل الانتصار لأصدقائه، عوض خدمة الوطن والاعتماد على الأحزاب الجادة والكفاءات الوطنية".