في أجواء من روائح الأبخرة الزكية المنبعثة في أرجاء ضريح محمد الخامس بحي حسان الرباطي، ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأميرين مولاي رشيد ومولاي إسماعيل، مساء اليوم، حفلا دينيا إحياء للذكرى الثامنة عشر لوفاة الملك الراحل الحسن الثاني. وانطلق الاحتفال الديني الذي دأب عليه الجالس على عرش المملكة بتلاوة جماعية من طرف "فقهاء وطلبة القرآن"، وبحضور العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية، الذين تلوا سورة "يس" التي اعتاد المغاربة على تلاوتها في مناسبات الجنائز والترحم على الأموات. وتميز هذا الحفل الديني بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وبإنشاد أمداح نبوية، كما ردد الحاضرون أنشودة "المنفرجة" الشهيرة، التي راج بأن الملك الراحل الحسن الثاني كان يحب ترديدها وسماعها، إلى حد أنه أوصى قبل وفاته المطرب الكبير عبد الهادي بلخياط بتأديتها، وهو ما فعله لتحقق الأغنية شهرة إضافية. وبهذه المناسبة، قام الملك محمد السادس، مرفوقا بنجله وشقيقه، وعدد من أفراد الأسرة الملكية، بزيارة قبري والده العاهل الراحل الحسن الثاني، وجده السلطان الراحل محمد الخامس؛ حيث ترحم الجميع على روحيهما، من خلال قراءة سورة الفاتحة والدعاء للفقيدين. واختتم هذا الحفل برفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الحسن الثاني بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وبأن يمطر شآبيب رحمته وغفرانه على الملك الأسبق محمد الخامس وينور ضريحه. كما ابتهل الحضور إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ الملك بما حفظ به الذكر الحكيم، ويسدد خطاه ويكلل أعماله ومبادراته بالتوفيق والسداد، ويجعل النصر والتمكين حليفا له في ما يباشره ويطلقه من مبادرات وأوراش كبرى لما فيه خير ورفاهية شعبه. وحضر هذا الحفل الديني رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ومستشارو الملك محمد السادس، وأعضاء الحكومة، وممثلو البعثات الدبلوماسية الإسلامية المعتمدة في الرباط، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.