انتهى اللقاء، الذي جمع عصر اليوم زعماء الأحزاب الأربعة التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والذي احتضنه بيت الكاتب الأول لحزب "الوردة"، إدريس لشكر، بتوحد مطلبهم المتمثل في تشكيل حكومة قوية ومنسجمة. وجاء اللقاء استجابة للنداء الذي أطلقه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، بفتح اتصالات مع باقي الأحزاب السياسية التي شملتها المشاورات الحكومية، و"ضرورة النظر في مآل مسلسل تشكيل الحكومة، ومنهجيتها ومسطرتها، باعتبار أنها لم تبق محصورة في يد رئيس الحكومة، ، بل أصبحت هياكل حزب العدالة والتنمية هي التي تقرر". مصدر حزبي من داخل اللقاء، الذي دام قرابة ساعتين، سجل في تصريح لهسبريس، أن الأحزاب الأربعة لم تبصم على أي نوع من التصعيد اتجاه قرار رئيس الحكومة الذي حصر التشاور حول الحكومة في إطار أحزاب الأغلبية الحكومية السابقة، نافيا الأخبار القائلة بمحاولة انقلابهم على رئيس الحكومة. وأكدت قيادة الأحزاب الأربعة، حسب مصدر الجريدة، أن هدفها يتجلى أساسا في مساندة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في إنجاح التجربة الحكومية المقبلة، مبدية استعدادها جميعا للمشاركة في الحكومة بشروط تضمن انسجامها وفعاليتها في مواجهة التحديات التي يعرفها المغرب. وفي هذا السياق، أبدت قيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، استغرابها مما وصفته، الإقصاء غير المبرر لرئيس لحكومة لهما، وإصراره على إبعادهما من حكومته، واعتبرا أن هدفهما هو أن تكون حكومة لها مقومات النجاح بعيدا عن حالة "البلوكاج" التي عاشها المغرب لمدة ثلاثة أشهر. بلاغ صادر عن الأحزاب الأربعة، توصلت هسبريس بنسخة منه، أكد أن الأحزاب المعنية أبدت رغبتها في الالتحاق بالتحالف الحكومي، مع حرصها على المساهمة في تشكيل أغلبية حكومية تتماشى مع مضامين الخطاب الملكي بدكار، والذي نبه فيه الملك إلى ضرورة تكوين حكومة ببرنامج واضح وأولويات محددة، للقضايا الداخلية والخارجية". وجدد المصدر انفتاح الأحزاب المذكورة على مواصلة المشاورات مع رئيس الحكومة المعين، من أجل الوصول إلى تشكيل أغلبية حكومية تخدم المصالح العليا للوطن، مشددة على ضرورة "تكوين أغلبية قوية ومتماسكة، قادرة على تنفيذ البرامج الحكومية على المدى القريب والبعيد، ولا تخضع لأي معايير أخرى بعيدة عن منطق الأغلبية الحكومية المنسجمة والمتماسكة". البيان الحزبي ذاته أوضح رغبة موقعيه في تكوين حكومة قوية، معلنا التزام هذه الهيئات السياسية الأربعة بالعمل المشترك، من أجل الوصول إلى تقوية وتعزيز التحالف الحكومي، الذي أضحى ضروريا لتشكيل إطار مريح، قادر على ضمان حسن سير مؤسسات الدولة" وفق تعبيره.