فضل رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، توجيه انتقاداته، هذه المرة، صوب بعض من أعضاء حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم عبد العزيز أفتاتي الذي سبق وأن عُلقت مسؤولياته الحزبية جميعها، متوجها إليهم بالقول: "لا أتخوف من أنني نْحَط السّْوارت، ولكن نخاف نَسمَح فيكم ونْخرج من الحزب بطريقة غير مُرضية". وهدد بنكيران باللجوء إلى تدابير غير مسبوقة في التعامل مع أفتاتي وتصريحاته، خاصة منها المُنتقدة لعزيز أخنوش، "المعقول وولد الناس"، وفق وصف المتحدث، الذي دعا أفتاتي إلى تحمل مسؤوليته كاملة، متابعا: "الانتقاد يتطلب الأدب والصْواب واللِّي بْغا يخرج من الحزب يخرج ويقول اللّي بْغا". وفي إشارة إلى الشبان السبعة المعتقلين على خلفية الإشادة بمقتل السفير الروسي بتركيا، علق بنكيران قائلا: "بعض الشباب دْراري صغار مْشاو كيقولو كْلام زايْد"، مضيفا: "لنا الثقة في أن القضاء سيؤاخذهم بالقدر الذي يستحقون وليس أكثر"، ليخلص على أنه: "فينا أشخاص رجْليهم خارجين من الشّْواري تَعيا تشرح ليهم لكنهم يضُرون بالمسار"، على حد قوله. وأضاف المتحدث مخاطبا قياديي وأعضاء حزب العدالة والتنمية، خلال اللقاء الوطني الثاني لرؤساء الجماعات المنظم من طرف مؤسسة منتخبي العدالة والتنمية، اليوم السبت، قوله: "لم نستطع حرمانكم من حرية التدوين ولكن يجب مقابلة الأمر بتحمل المسؤولية"، متسائلا: "واش اللِّي جاتو شي حاجة على بالو يقولها؟ واش شي كَيبْني وشي كيْطيَّح؟"، باثًّا شكواه للحضور بالقول: "أفتاتي عَيَّاني بكل صراحة". في المقابل، أثنى رئيس الحكومة المكلف على حزب الاستقلال وبلاغه الأخير، قائلا: "تعاطينا مع حزب الاستقلال العهود والمواثيق وجاءت مطالب لإخراجه بطريقة مؤسفة ومؤلمة، فكان علينا أن نختار بين مشاركته وبين المصالح العليا للوطن". وتقدم بنكيران بالشكر لحزب الاستقلال الذي "كان في حجم المسؤولية، وأصدر بيانا في مستوى اللحظة التاريخية، يصحح فيه كل التداعيات" وفق تعبيره، لافتا إلى أنه "لا يمكن إلا الترحيب بمساندة الاستقلال للحكومة على اعتبار أن السياسة ليست قطاعات السكن والنقل والتعليم والصحة، ولكنها استمرار الشعوب في النظر لسياسييها باحترام، بعيدا عن نظرة لَوك الكلام واللَّهث وراء المصالح". ويرى بنكيران أن حزب الاستقلال ردّ للسياسة روحها، وأعاد المواطنين المغاربة إلى اقتناء جريدتهم وقراءتها، معلقا على استبعاد الاستقلال من الحكومة بالقول: "كنا مضطرين لاتخاذ القرار وهم تفهموا، وسنعود لاستقبال وفد من الاستقلاليين لتدارس علاقاتنا المستقبلية". وتحدث بنكيران عما اعتبرها نقاطا مشتركة تجمع حزبي العدالة والتنمية والاستقلال، قائلا: "الحزبان ينطلقان من المرجعية الإسلامية وملكيين حتى النخاع، وكلنا نريد الإصلاح لما فيه مصلحة الشعب التي هي مصلحة الفقراء والأغنياء والموظفين ورجال الأعمال والحرفيين والفلاحين وغيرهم". وأبرز المتحدث أن "البيجيدي" نجح وأدى ما عليه تجاه الوطن، معتبرا أن أفضل ما قام به يتمثل في "الوقوف في وجه الحزب المعلوم (في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة)، ومواجهته وإفساد مسار هيمنته على الأوضاع داخل البلاد، ولو انتصر هذا الحزب خلال الانتخابات لشكل الأمر مشكلا للمغرب". وأضاف: "لازال هذا الحزب موجودا لكن شوكته انكسرت، وهو الآن في غرفة انتظار التاريخ ريثما يُرى ما يفعل به". وعرَّج المتحدث على بلاغ حزب الاتحاد الاشتراكي، سائلا ادريس لشكر: "لماذا لم تعلن رغبتك في المشاركة في المشاورات الحكومية التي بقيت أبوابها مشرعة لثلاثة أشهر؟ من الذي منعك؟"، خاتما كلامه بالقول: "سأترك الرد عليك إلى ما بعد تشكيل الحكومة".