اجتمع عدد من القياديين في حزب الاستقلال ببيت امحمد بوستة، الأمين العام الأسبق، في العاصمة الرباط، من أجل الحديث عن الأزمة الأخيرة التي عرفها الحزب، بعد تصريحات أمينه العام حميد شباط حول موريتانيا. اللقاء، الذي حضره عدد من القياديين السابقين للحزب وأعضاء حاليين في اللجنة التنفيذية، شدد فيه الحاضرون على ضرورة تقديم الأمين العام للحزب لاستقالته على خلفية الأزمة الأخيرة. وكلف المجتمعون في اللقاء امحمد الخليفة، القيادي السابق في الحزب، من أجل الحديث عن خلاصات الاجتماع، والذي صرح لعدد من وسائل الإعلام بعد هذا الاجتماع بأن على شباط أن يقدم استقالته من منصب الأمانة العامة للحزب، مشددا على أن شباط قال في أول يوم له إنه لن يكون أبدا أمينا عاما لولاية ثانية. الخليفة شدد على أن المجتمعين لا يريدون إهانة شباط بمطالبته بالرحيل، ولكن بتقديم استقالته من منصبه، والمساهمة في الإرادات التي عبّر عنها الاستقلاليون. وأوضح المتحدث ذاته أن هذا الاجتماع كان جد عادي للذين تبنوا البيان الصادر بخصوص الأزمة الأخيرة التي يعرفها حزب الاستقلال بسبب تصريحات الأمين العام، حيث قرروا أن يعقدوه في بيت امحمد بوستة، "وبطبيعة الحال، جرى النقاش حول تحليل أوضاع الحزب خلال الأربع سنوات الماضية، وأكد جميع الإخوان أنه يجب أن يفهم من اجتماعهم هذا أنهم يسعون كامل السعي إلى جمع الكلمة والشمل وأن تكون مصلحة الحزب فوق كل اعتبار". واعتبر الخليفة، خلال حديثه عن هذا الاجتماع الذي دام لأكثر من ثلاث ساعات، أن الهدف الأساس هو خدمة وحدة الحزب، وأن يبقى مكتمل الرأي؛ "لأن حزب الاستقلال كان عبر التاريخ أمل كل المغاربة". كما تقرر الاتصال بأعضاء الحزب في جميع الجهات من أجل شرح هذه المبادرة، "بالأخص أنه كان لهذه المبادرة صدى كبير في نفس السيد حميد شباط"، يضيف الخليفة. وفي السياق ذاته، جرى الاتفاق على أن يبذل امحمد بوستة جهوده من أجل رص الصف في "هذا الظرف الصعب الذي يجتازه الحزب"، مردفا بأن "هؤلاء المجتمعين اليوم يعتبرون أنفسهم من حزب الاستقلال وكل استقلالي يجب أن يكون حركة تصحيحية دائمة بقطع النظر عن الأزمة أو عدم وجودها". وعن القياديين الثلاثة الذين أحيلوا على المجلس التأديبي، قال الخليفة: "بكل أسف، هذا المجلس الوطني للحزب الذي عقد أخيرا لم ينعقد إلا من أجل تصريف الأزمة بحيث يقع هذا التراجع الكبير من شباط في إدارة شأن الحزب وأيضا من أجل معاقبة الإخوان الذين بادروا إلى القيام بنقد ذاتي وصححوا مواقفهم من القرار الذي اتخذوه داخل اللجنة التنفيذية"، مشددا على أن هذه الإحالة لا مبرر لها، خاصة بعد اعتذار الحزب بأكمله عن هذه التصريحات الأخيرة.