قال عبد الله البقالي أن الدورة الاستثنائية التي ينظمها حزب الاستقلال اليوم بعد تداعيات تصريحات شباط حول موريتانيا، تنعقد بطلب من الأمين العام وبتجاوب كامل مع الغالبية الساحقة من أعضاء المجلس الوطني. وجاء تصريح البقالي، ردّا على إعلان حجيرة، في بيان أمس الجمعة، أن هذا الاجتماع "لا ضرورة له قطعا في ظل الظرف الحزبي الحالي".
وأضاف البقالي، في تصريح لوسائل الإعلام صباح اليوم السبت 31 دجنبر 2016، أن الشرط القانوني لدعوة شباط لعقد الدورة الاستثنائية متوفر، مشيرا إلى أن "الصفة الطارئية أو الاستثنائية للمؤسسات، تنعقد لدراسة قضية واحدة محددة، وهو ما يتعلق اليوم بتداعيات التصريحات المتعلقة بمورتيانيا، بخلاف الجمع العادي الذي يتضمن جدول أعماله مناقشة مجموعة من القضايا".
وقال توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، في بيانه أمس الجمعة إن دورة المجلس الذي دعا حميد شباط الأمين العام للحزب إلى التئامها، اليوم السبت بالرباط، "لم تكن موضوع قرار اجتماع رسمي للجنة التنفيذية للحزب ولم أستشر كرئيس للمجلس في عقدها ولا في جدول أعملها".
وطعن حجيرة في "شرعية هذه الدورة، ولائحة حضورها، وطريقة إعدادها، وقراراتها، وطريقة التحضير لها، والتي اعتمدت الأساليب التي أعرفها عن ظهر قلب" مؤكدا بالقول "لا يمكن لي أن أترأس مجلسا وطنيا لم تتم دعوتي إليه، وسأقاطعه احتجاجا على تدبير الدعوة خارج منطق النظام الأساسي للحزب. وكان الأمينان العامان السابقان لحزب الاستقلال امحمد بوستة وعباس الفاسي، ونحو 40 من الاعضاء القياديين من اللجنة التنفيذية السابقين والحاليين ومسؤولين حزبيين آخرين، قد أكدوا في بيان لهم أن "حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال".
وجاء في البيان، الذي أصدروه أول أمس الخميس، أن "الأمينين العامين السابقين لحزب الاستقلال الأستاذ امحمد بوستة والأستاذ عباس الفاسي وكذا الأساتذة عبد الكريم غلاب وامحمد الخليفة، وأعضاء قياديين آخرين من اللجنة التنفيذية السابقين والحاليين ومسؤولين حزبين آخرين، الموقعين على هذا البيان، يعتبرون أن التصريحات الأخيرة غير المسؤولة للسيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، بخصوص الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، لا تلزم الحزب أبدا، وأنها تصريحات شخصية، يتحمل مسؤوليتها وحده السيد شباط، ولا علاقة لها بتوجهات الحزب ومبادئه".
وذكر ذات البيان بأن المغرب وموريتانيا تربطهما على الدوام، أواصر الأخوة، والمودة، والصداقة، والاحترام الراسخة في أعماق وجدان الشعبين المغربي والموريتاني، مشددا على أن هذه التصريحات "جاءت خارج سياق الزمان، ومتناقضة مع إرادة ربح التحديات المشروعة للشعبين الشقيقين".
وسجل الموقعون على البيان أن هذه التصريحات "جاءت متزامنة مع الوقت الذي تنهمك فيه كل الإرادات الوطنية، والأحزاب السياسية، وتبذل جهودها لتشكيل الحكومة التي أفرزتها انتخابات السابع من اكتوبر، الشيء الذي استغله خصوم وحدتنا الترابية، وأعداء الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي، لتمرير مخططاتهما الجهنمية، لضرب الأهداف النبيلة والتوجهات الرشيدة للقيادة الحكيمة في البلدين".
وبخصوص البيان الذي وقعه محمد بوستة وعباس الفاسي، وبعض القيادات الأخرى في الحزب، قال البقالي إن الحزب قرر عدم الإجابة على ذلك، مضيفا أن "من حق الأب أن يخطئ في حق أبنائه". وأشار البقالي أن الحزب لم يتخذ حتى الآن أي قرار في حق بعض القيادات الحزبية التي انتقدت شباط وطالبت بإقالته، مشيرا إلى أن القضية معروضة على المجلس الوطني الذي يكمن دوره في إرسال الأمين العام أو قيادات في الحزب لإحالة الملف على لجنة التأديب والتحكيم، وليس من حقه تنزيل عقوبات جزائية.